من أبين إلى العالم: كلية اللغات والترجمة منارة العلم والتواصل الحضاري

بقلم: أ.د. مهدي دبان

  في قلب أبين، حيث تتلاقى أحلام الشباب مع شغف المعرفة، وتحت سماء عامرة بالطموح، وُلدت كلية اللغات والترجمة بجامعة أبين كنبراس يشع بالعلم والثقافة، ويفتح أمام أبنائها أبواب العالم الرحبة. من محبة أبين للتعلم ورغبتها الصادقة في التواصل مع ثقافات الشعوب، وُلد هذا الصرح الأكاديمي ليكون أكثر من مجرد قاعات ومحاضرات، بل جسراً حياً يربط بين الحضارات، ويهيئ طلابه للانتقال من مقاعد الدراسة إلى ساحات التأثير العالمي.

في يوم 20 مارس 2023، وتحت رعاية دولة رئيس الوزراء السابق الدكتور معين عبد الملك، وبحضور وزير الخدمة الأستاذ الدكتور عبد الناصر الوالي، ومحافظ أبين اللواء الركن أبو بكر حسين، ومعالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمود الميسري، افتُتحت الكلية رسميًا. وأسندت رئاسة جامعة أبين عمادتها إلى كادر أكاديمي متمرس في اللغويات والترجمة، بقيادة الدكتور نبيل مهيم ونوابه، مدعومين بطاقم تدريسي متميّز .تقدم الكلية برنامجين للبكالوريوس مدة كل منهما 4 سنوات: الأول في الترجمة من الإنجليزية إلى العربية والعكس، والثاني في اللغة الإنجليزية التجارية الموجهة لمجالات المال والأعمال. كما يتم تدريس عدة لغات أخرى مثل العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والصينية، بالإضافة إلى دورات متخصصة في الإنجليزية لمجالات المحاسبة، والإدارة، والطب، والهندسة، والحاسوب، وغيرها.

خلال عامين فقط، أثبتت الكلية حضورها على الساحة العلمية والثقافية عبر سلسلة من المحاضرات، والمسابقات اللغوية، وورش العمل، والندوات التي شارك فيها أكثر من 100 باحث محلي وعربي ودولي. واحتفت بالأيام العالمية للغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وباليوم العالمي للترجمة عامي 2023 و2024. كما استضافت أعلاماً في اللغويات والترجمة من مختلف دول العالم، وبنت جسور تعاون مع جامعات مرموقة في الهند، والصين، ودول الخليج، والعراق، ومصر، والمغرب العربي، وبريطانيا، وأمريكا، معتمدة  في ذلك على خبرات أكاديمية لطاقمها تمتد لعشرين عاما أو أكثر. ولم تغفل الكلية تكريم طلابها المتفوقين، و مدرسيها وموظفيها المبدعين، و المعلمين الرواد المؤسسين لقسم اللغة الإنجليزية بجامعة عدن سابقًا ثم بجامعة أبين حاليا، فضلًا عن تكريم العديد من رواد تعليم اللغة الإنجليزية والترجمة في عدن وأبين.

لم تقتصر جهود الكلية على الجانب الأكاديمي، بل امتدت لخدمة المجتمع عبر حملات وأطباق خيرية لأبناء زنجبار وجمعية الصم والبكم، ودورات مجانية لطلاب الثانوية، مما عزز دورها كحاضنة لكل أبناء المحافظة. كما حفزت طلابها على المشاركة في الأنشطة والمسابقات، فبرزت إبداعاتهم في فيديوهات متعددة اللغات حملت رسائل إنسانية ودعماً للقضايا الوطنية والعربية والعالمية، مثل دعم القضية الفلسطينية، ومكافحة المخدرات وأثرها على الشباب، وإحياء يوم المعلم العالمي.

لقد وفرت الكلية على شباب أبين عناء السفر بعيدا، وتواصل خططها لتطوير برامج جديدة تشمل اللغة الصينية ولغات أخرى كاللغة الألمانية والإسبانية والتركية، لتظل دائما في طليعة منارات المعرفة والانفتاح الثقافي. فهي ليست مجرد مكان للتعليم، بل بيت يحتضن الأحلام، ويغذي العقول، ويخلق الجسور بين الثقافات، ويحول الطموح إلى واقع. وكما قال شاعر العرب الكبير أبو الطيب المتنبي:
*إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ*
*فلا تقنعْ بمـا دونَ النجـومِ*

لمن يؤمن أن اللغة مفتاح المستقبل، تمثل هذه الكلية بداية رحلة نحو آفاق بلا حدود، حيث يلتقي الطموح بالفرص، والموهبة بالعلم، ليكتبوا معاً قصة نجاح ترفع راية أبين عالية في سماء العلم والإنسانية.

*في كلية اللغات والترجمة بجامعة أبين، تبدأ قصتك مع العالم… تعلَّم اللغات الأجنبية، تواصل، وانطلق نحو المستقبل الذي تصنعه بعقلك وقلبك ولسانك معاً.*