" الببغاويون" ..

بقلم: د.عبد الكريم الوزان.

ما قرأته لا ينفع طلاب كليات الإعلام والباحثين فقط، بل ينفع عامة الناس، وفي طليعتهم أصحاب القرار والصفوة وأولي الأمر .
سبق وأن قامت وكالة الاستخبارات الأمريكية الـ(CIA)  بتجربة تضمنت وضع ١٨شخصا داخل غرفة مغلقة، في الواقع كان ١٧منهم عملاء للوكالة والثامن عشر من عامة الناس لايعلم شيئا عنهم، الشخص الذي كان يدير التجربة عرض على كل واحد صورة لمثلث وسأله ببساطة عمّا يراه؟، فكان أن اتفق الجميع  حسب التوجيه السري على القول إنه شكل مربع، وحينما وصل الدور إلى الأخير قال في نفسه لابد أنهم مجانين لكن يجب أن أصدقهم حتى لا أكون المجنون الوحيد، فوافقهم بالقول انه مربع!.
هذا ماتفعله بعض وسائل الاعلام التي تعمل بشكل مؤدلج وممنهج لزعزعة مصداقية المتلقي وتغيير منطقه.
مانحن بصدده هو إن على الانسان أن يثق بحدسه ويحافظ على ثقته بنفسه ويميز كل ما يواجهه بفراسة ويقين دون خوف أو وجل،  غير عابئ بالمظاهر، وأن لا يردد  ما يأتي به الغير كما تفعل الببغاء، طالما أكرمه الله بالعقل ورقي التمييز، وهذا يتأتى من التربية الأسرية السليمة ومن الوعي والإدراك والثبات على المبادىء، بالمقابل يتطلب وجود سياسات وقوانين عادلة وحكيمة، الى  جانب التزام القائم بالاتصال بمقومات التربية الاعلامية. أما بعكس ذلك ، فسيجد المطبلون في القطب الإعلامي السالب الفرصة سانحة لإيقاع أكبر عدد من الجمهور في فخ المغفلين والبـ.. ببغاويين!!.