لعبة أبليس
بقلم/حسين السليماني الحنشي
لا تقوم حياة الفرد والمجتمع ككل، إلا وإبليس حاضر فيها، فيغير المصطلحات المتعارف عليها حتى ينكرها البعض، فتقوم الدنيا ولا تقعد.
وعلى رأس تلك البلاوي ، التهميش، للمشاركين والمساهمين في قيام الثورة التي شاركوا فيها، من أجل تحقيق أهدافها، وهي تحسين الواقع الذي كان يعيشه ألكل، ومن أجله قامت الثورة!
إن ما يطرأ من التهميش لهذا الصنف أو ذاك ، كان بسبب لعبة ابليس في تلبيس المصطلحات للعامة...
إن الطغيان شقاء يعيشه الفرد في وطنه، ويتحول من ثورته إلى ثورة مضادة لا تعلم لمن تعمل، وهذا حينما يتحكم بها إبليس وجنوده!
وتتحول قاعدة كبير من الشعب الى البحث عن أبواب ونوافذ يطلّ منها على ما كان يهواه ويحلم به، ويتحمل الشعب ما هو فوق طاقته، وهذا يرجع لمن خضع لتعاليم إبليس، وسعى في خراب البلاد ومزق العباد، وهنا يرغب الشعب في إزاحت إبليس وجنوده بفعل ما اقترفته أيديهم....
ويخرج من الثوار الجدد بعد معرفت الأخطاء، من يملك القدرة الفائقة على تحسين المسار، ويترك أغلب الثوار التحمس الأعمى ويروّض الثوار الراغبون في التصحيح، ويصبح إبليس وجنوده كائن منبوذ، وتعود لعبته عليه وبالا بعد تحقيق الانتصارات الخالية من إبليس ولعبه! وهذا يرجع إلى الهندسة التلقائية التي فككت تلك الّعب، ويحصل عليها الجمهور من الممارسات اليومية...
إن الالتفات إلى الوطن باعتباره بيت الجميع، هي الأداة المسيطرة، التي يسكن إليها الشعب وتتوقف الثورات من أجله. حينما يرى التمكين الاقتصادي، وعجلة التنمية المستدامة. يشعر بأن السلطة خالية من إبليس. وتتحسن المكانة الاجتماعية....
وهذا ما جعل الساعين إلى تحقيق هذه الأهداف معنيين كثيراً ـ بحصار كل شيطان ـ وتعمل ضد ما يقصدون، وإبعاد كل شيطان لا يأتي بمفيد، وينتصر هؤلاء الثوار الجدد لكل خطاب أو رؤية أو فلسفة تساعدهم في فرض مسارهم، بل يصنعون الحكم الرشيد.
ولا يقتصر هذا الأمر في بلد معين، لاسيما في ظل نظم الحكم المستبدة والشمولية.
*إن توظيف لعبة أبليس في البلدان، قد صنعت في الدول التي تزعم أنها ليبرالية، ولا زالت رافعة من روافع السياسة الرأسمالية والغربية عموما، والأميركية خصوصا، حتى لو أصيب هذا المسار بداء الدعاية والتلاعب.*
وقد فطنت بعض الشعوب أو الحكومات إلى أهمية الاستعداد للمواجهة منذ بداياتها، وسعت الى اغلاق أراضيها أمام تمدد تلك المشاريع المشبوهة.