أبو مشعل الكازمي رجل الدولة بين البقاء والرحيل
منذ أيام، اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي موجة واسعة من الحملات للتضامن مع القائد أبو مشعل الكازمي، مدير أمن محافظة أبين، عقب تداول أنباء عن استقالته من منصبه، وبصفتي واحدًا من أبناء هذه المحافظة، تابعت تلك الحملات بكثير من الاستغراب.
نحن لا ننكر مواقف العميد أبو مشعل الكازمي، ولا نقلل من حجم ما قدمه طوال سنوات في خدمة الأمن والاستقرار، ولكن إذا قرر الرجل – عن قناعة – الرحيل عن منصبه، فهذا حق شخصي يجب أن يُحترم، فالمنصب تكليف من الدولة، وقد نال ابو مشعل الكازمي شرف خدمة أهله وناسه في أبين لسنوات طويلة، وربما ضاق صدره من شح الإمكانيات، أو شعر بأن الضغوط تجاوزت حدود الاحتمال.
ولسنا – كما قد يحاول تصويرنا بعض المنافقين والمرجفين والمتملقين – ضد أبو مشعل أو معارضين له، بل نحن مع أي قرار يتخذه، سواء كان الاستمرار في مهمته أو تقديم استقالته، وتصريحاته الأخيرة في مقطع الفيديو كشفت عن كثير من القضايا التي لم تستطع الدولة تلبيتها، سواء لضعف الإمكانيات أو لأسباب أخرى خارجة عن الإرادة.
والأصل أن من يواجه مثل هذه التحديات إما أن يواصل ما بدأه، أو يقرر الرحيل بهدوء، ويخرج من أوسع أبواب المجد والعزة، أما حالة التهويل الإعلامي التي نشهدها – من قبيل القول إن "أبناء أبين جميعهم منضمون" أو "قبائل أبين تقف معه" – فهي ليست سوى اندفاع عاطفي مبالغ فيه.
ما تحتاجه أبين اليوم هو عقلانية وهدوء، ودعم القائد أبو مشعل الكازمي في أي خيار يتخذه، طالما جاء بالتنسيق مع وزير الداخلية والسلطة المركزية. فالأشخاص راحلون، وأبين باقية… بخيرها وشرها، بتحدياتها وإنجازاتها.
ودمتم سالمين