*الفارق القيمي بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية.!!
بقلم: منصور بلعيدي
حكم المسلمون العالم لأكثر من 13 قرنًا، وخلال فترة حكمهم، قاموا بتطوير جميع العلوم الإنسانية، من الفيزياء والكيمياء والفلك والهندسة والبيولوجيا، وغيرها. وحتى اليوم، تعتمد الثورة الصناعية والتكنولوجية الحديثة على الأسس العلمية التي وضعها العلماء المسلمون في عصورهم الذهبية، والتي شكلت قاعدة لانطلاق الحضارة الحديثة.
لكن، على الرغم من هذا الإرث العلمي العظيم، فقد ترك المسلمون جانبًا واحدًا لم يقتربوا منه أبدًا، لأنه يتصادم مع قيمهم الثقافية والأخلاقية.
إنه عملية تطوير وسائل القتال، التي لم يفكروا فيها أو يطوروها، لأنها تتعارض مع مبادئهم التي ترفض الدمار والقتل.
فالعقل المسلم لم يكن يومًا مولعًا بالدمار، بل كان يرفضه جملة وتفصيلًا. وهو يعلم أن معركته حين يقاتل تكون مع جيوش، وليس مع شعوب، وأن وسائل الإبادة الجماعية التي تدمّر المدن وتُهلك الشعوب، لا تتوافق مع مبادئه الدينية والأخلاقية. لذلك، كان المسلمون يقاتلون جيشًا لجيش، في حرب شريفة، تراعى فيها القيم والأخلاق.
أما مع بزوغ الحضارة الغربية، فكان أول ما أعلنوا عنه هو تطوير وسائل القتال، وتطوير أسلحة الدمار الشامل، التي كانت بمثابة إعلان عن وجههم الحقيقي وخياراتهم الأيديولوجية. وقد خلفت الحروب العالمية الأولى والثانية، التي استخدمت فيها أسلحة الدمار الشامل، مئات الملايين من القتلى، مما يعكس الفارق القيمي الكبير بين الحضارتين.
إن الفارق القيمي بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية واسع جدًا، ويجب أن يدركه الجميع، ليفهم أن جوهر الاختلاف يكمن في المبادئ والأخلاق، وأن الحضارة الإسلامية كانت دائمًا حضارة علم، وقيم، ورحمة، بينما الحضارة الغربية، في مراحلها الحديثة، اتسمت بتطوير وسائل الدمار والقتل، التي أدمت الإنسانية وأهدرت دماء الملايين.