الشعب يريد العيش بكرامة
خرج الناس الى الشارع في عهد عفاش بثورة صاخبة وصدور عارية والدولار خمسين ريال وسموا حينها بالثوار مطالبين بقلع النظام الفاسد وراسه وإراحتهم من السلطة
ارتفع سعر الدبة البترول إلى ثلاثة الف ريال وقامت قيامة هذا الشعب والتفوا بالثوار ليرددوا الشعب يريد اسقاط النظام وتم اسقاط راس النظام لتدخل البلاد في دوامة ومعمة ثوار المعارضة واذرع ما تبقى من النظام السابق
اليوم الدولار يراوح الثلاثة الف ريال والدبة البترول بخمسة وثلاثين الف ريال والكهرباء مقطوعة ومنعدمة في كل مدن وارياف البلد واسعار السلع والمواد الغذائية تضاعفت عشرات المرات لتخرج الناس إلى الشارع لتعبر اعن غضبها وأنينها وما آلت إليه احوالهم و الاوضاع المعيشية وتردي وانعدام الخدامات لنرى ونسمع ثوار الامس وقادة اليوم ينعتوا ويوصفوا من يعبر عن وجعه وأنينه بالمخرب والمعطل والخائن لدماء الشهداء وغيرها من الاوصاف التي ما انزل الله بها من سلطان
عندما خرج الثوار والمحتجون في 2007م و2011م ضد النظام السابق واركانه كان عشمهم إصلاح البلاد وتحسين اوضاعهم المعيشية التي ازادت من السيء إلى الأسوأ اليوم والقضاء على الفساد الذي صار اليوم يبعد بآلاف السنين الضوئية عن فساد النظام السابق
اصبح السواد الاعظم من هذا الشعب اليوم يعض اصابع الندم ولسان حاله يقول سلام الله على فسدة النظام السابق الذين كانوا يعيشون بين ظهرينا هم واولادهم واسرهم ويستشعرون ولو الشيء اليسير من معاناة هذا الشعب المغلوب على امره
ولا سلام لفسدة اليوم الذين تغنوا بمعاناتنا وتاجروا بها واستخدموها كقميص عثمان ليصلوا إلى ما وصلوا إليه اليوم من الترف والبذخ ليعبشوا هم واسرهم في ابراج عاتية و عالية في مدن وامصار العالم دون ان يلتفتوا إلى ما وصل إليه حال هذا الشعب المكلوم من فقر وجوع وانعدام لأبسط مقومات الحياة
ماذا تنتظرون ايها الساسة والمسؤولون اليوم من هذا الشعب الذي اوصلتموه إلى قعر المجاعة و الموت السريري وصار يصارع الحياة من اجل الحصول على ادنى متطلبات العيش والحياة
هل تنتظرون من شعب ارجعتموه في عهدكم إلى ظلمات القرون الوسطى ان يمجدكم ويرفع صوركم وشعاراتكم الجوفاء التي تدغدغون مشاعره بها من حين لآخر عند حاجتكم إليه و لها
كل طرف منكم يتغنى انه من يمثل هذا الشعب والوطن وعندما يتعلق الامر بخدمات ومصالح الوطن والمواطن يتخلى كل طرف منكم عن المسؤولية التي آلت إليها الاوضاع وما وصل إليه حال الوطن والشعب ويحمل الطرف الآخر المسؤولية التي اتخذتم منها شماعة لمصالحكم الخاصة
بعد عجزكم وفشلكم الذريع في توفير ابسط مقومات العيش والحياة للناس لا تلموا الشعب ان قال لكم ارحلوا غير مأسوفاً عليكم
اتركوا الشعب ينتزع ابسط حقوقه ومطالبه التي سلبتموها إياه فقد بلغت القلوب الحناجر ولم يعد هناك في الصدور متسع للصبر