مجتمعنا يعاني اليوم من تشظ أزمة ضمير.
بقلم: موسى المليكي.
تداعيات الحرب على الضمير والقيم تتجاوز أثار الحروب الأضرار المادية والبشرية لتغور في نسيج المجتمع وقيمِه. فما نراه اليوم هو تصادم قاس تفرض فيه منطق الغلبة طفيليات تصادرُ كل شيء بلا هوادة.
لقد خلفت الحرب في نفوس الأفراد، وخاصة الضباط، ندوبا عميقة، وجعلت من منطق القوة والسيطرة سلوكا اعتياديا.
في هذا الواقع المرير، يتساقط الأفراد الذين لا سند لهم أمام موجات الزيف وتفشي الشر. وتبرز في المقابل فئة تجيد فن التزلّف والانتهازية، وتستغل أي فرصة لتحقيق مكاسب شخصية، حتى وإن كان ذلك على حساب وحدة المجتمع وتماسكه.
إن التحذير من انتهاك خصوصية الاخرين واستقلالية عملهم لم يعدْ له معنى لدى الكثيرين. كان الأجدر بهم تقديم النصح والتوجيه، لكن فقر الأخلاق هو الذي قادَهم إلى تسلق هرم الذات المنسحق تحت وطأة الرغبات. إن مجتمعنا يعاني اليوم من تشظ نتاج أزمة ضمير متصاعدة وغياب أخلاقي، وهذه هي أخطر نتائجِ الحروبِ التي تتركُ جرحًا لا يندمل.