الورد.. رمز الحب والموت في زمن الخداع

يظل الورد ببهائه وجماله رمزاً للأمل والرومانسية، لكننا نجد هذا الرمز ذاته يزين مراسم الموت، كأنه شاهد على تناقضات الحياة. في هذا السياق، يمكن القول إن الورد، بكل معانيه المختلفة، يعكس واقعاً مجتمعياً مليئاً بالتناقضات.

في الآونة الأخيرة، نلاحظ تزايداً في ممارسة الكذب والخداع في مختلف أوجه الحياة، حتى أصبح الكذب يعتبر فناً يمارسه البعض بمهارة فاقت التصوّر. يستخدم بعض السياسيين والدبلوماسيين الكذب كأداة لتحقيق أهدافهم، متجاهلين المبادئ الأخلاقية التي ينبغي أن تقوم عليها السياسة والدبلوماسية.

السياسة، في جوهرها، هي فن إدارة الشؤون العامة بصدق وأمانة، والدبلوماسية هي مهارة التفاوض والتواصل لتحقيق مصالح الدول والشعوب. ولكن، عندما يختلط الكذب والخداع بهذين المجالين، يتحولان إلى أدوات للهيمنة والتلاعب.

في هذا السياق، تبرز تساؤلات عديدة: كيف يمكن أن نثق فيمن يدعي أنه يخدم الصالح العام بينما هو يمتهن الكذب؟ كيف يمكن للورد أن يكون رمزاً للحب في يوم ومعبراً عن الحزن في يوم آخر، إذا كان كل شيء في حياتنا مليئاً بالزيف؟

إنه لواقع مؤسف أن نجد أنفسنا في مجتمع يمجّد الكذب ويكافئ المخادعين، حيث أصبحت الصدق والأمانة عملتين نادرتين. علينا أن نعيد النظر في قيمنا ومبادئنا، وأن نعمل على تعزيز الصدق والنزاهة في كل أوجه الحياة، بما في ذلك السياسة والدبلوماسية.

في النهاية، يبقى الورد رمزاً للجمال والأمل، ولكن علينا أن نتذكر دائماً أن الحقيقة هي الجمال الأسمى، وأنه لا يمكن أن يبنى مجتمع سليم على أساس من الكذب والخداع.