هضبة العز.. وسام استحقاق لا يتقلده إلا الوطني الحقيقي

لم نتعود على الملاسنة والتراشق والتجريح في مقالاتنا ومداخلاتنا منذ أن سلكنا طريق الإعلام الخاص بالدفاع عن الوطن والهوية والأرض والإنسان.
ولكن تفاجأنا بنواحٍ وبكاءٍ وأنينٍ وآهاتٍ تصدر من هنا وهناك، ممزوجة بحسد وحقد دفين، يتفوه به الفاشلون ومن يدّعون الوطنية الوهمية. وعند تكرار فشلهم عمدوا إلى سياسة التحريض ضد أهلهم وإخوانهم.

كنت أتوقع أن الهجوم الإعلامي سيأتينا من اتجاه عدن وصنعاء، ولكن نقولها بصراحة: هناك شرفٌ ورسالةٌ إعلامية، بينما يتصدر المشهد بعض المأجورين الأقزام من حضرموت نفسها ومن داخل الأسرة الحضرمية.

على كل حال، كما أسلفت، لم نتعود على الرد بالغلظة، بل نخجل ونندم عندما ننجر إلى ذلك.
لكننا نقولها من الآن، ونحن من أنصار حضرموت أولًا وقبل كل شيء: نحذر كل دنيء ووضيع ومرتزق أن يسخّر نفسه لخدمة أعداء حضرموت أينما كانوا. وسنذكر أسماء كل من امتهنوا حرفة الإعلام المضاد ولم يحترموا تضحيات رجال حضرموت ورموزها.

نحن لم نصل إلى حد السذاجة لنصبح كالقتالين على بعضنا البعض لنخدم أعداءنا. ولنا في أخلاق أسلافنا الحضارم قدوة حسنة وقيم ومبادئ نحث على التمسك بها ونكرر الدعوة للحفاظ عليها.

ما يروّج له الإعلام المضاد عن أمرٍ قهريٍّ بإلقاء القبض على رموز ومناضلي حضرموت، وفي مقدمتهم المناضل عمرو بن حبريش العليي الحضرمي ورفاقه، أمرٌ مرفوض جملةً وتفصيلًا. ونوجّه دعوة عامة وشاملة لكل أبناء حضرموت لإدانة عمل كهذا.

وليعلم القاصي والداني أن حضرموت بشعبها الكبير وطبقاتها القبلية والاجتماعية ستكون السد المنيع أمام كل من تسوّل له نفسه إجهاض أي مشروع حضرمي يتبناه أي قائد أو زعيم وطني.

رجال حضرموت بمختلف انتماءاتهم السياسية وتوجهاتهم الحزبية هم أسرة واحدة، ولن يتنازل عن قيمه ومروءته إلا من تجرد من الضمير الوطني.

نكرر الدعوة ونحذّر كل من امتهن فكرة الإعلام المضاد أن يعود إلى رشده ويدرك معنى الولاء الوطني الحقيقي، وإلا فإن التاريخ لا يرحم، والأيام دول، ولكل نبيٍّ من أمته...

اتركوا الفضفضة، مع أننا نعتبرها لا تتعدى زقزقة العصافير. لكن إدراكًا منا بأهمية ترابط النسيج الحضرمي، نوجه رسالتنا كنصح وإرشاد أولًا.

وحضرموت ستنتصر، وستظل النموذج الذي يجب أن يحتذي به الجميع في الأمن والأمان والسكينة والرخاء والتقدم والازدهار.
ولا عزاء لكل خائن وعميل.