الشعوب لا تخون بل تُخدع 

في كل المنعطفات التاريخيه التي مرت بها الاوطان كانت الشعوب دوما في القلب ،في الميدان،في الخنادق وفي الامل لكن كانت الشعوب الضحيه الاولى للتضليل ،لاله الإعلام الموجه ولعبارات التزييف التي ترتدي ثياب الحق زورا وباطل ومع ذالك  يسارع البعض إلى اتهام الشعوب بالخيانة وبالخذلان وببيع القضايا لكن الحقيقة المؤلمة أن الشعوب لا تخون إنما تخدع. تخدع بالأمل، بالشعارات، بالمخلصين الزائفين الذين يلبسون رداء الثورة وهم يخفون خناجر الطعن في ظهور البسطاء. 

نعم الشعوب تؤمن، تحلم تتفاعل مع من يرفع صوت الحق وتخرج إلى الشوارع بدافع النقاء لا الخبث. لكنها لا تملك معامل التحليل السياسي ولا تفرق أحيانا بين من يطالب بحقها ومن يسرق مستقبلها باسمها. ولهذا تستدرج، ثم تجلد، ثم تلام وكأنها المذنبة الأولى والأخيرة.

لكن اقول من خانوا  الاوطان هم من عرفوا الحقيقة وكتموها، من تاجروا بمعاناة الناس، من باعوا الحلم مقابل منصب أو حساب خارجي ثم عادوا يتهمون الناس بالجهل والغباء
الشعوب تستنزف بالخذلان وتربكها الحملات الإعلامية وتصنع لها رموز كاذبة وتقمع كل محاولة وعي ثم يقال لها لماذا صمتم؟
علينا أن نفرق بين من طعن في الظهر  وبين من غرس السكين. 
صحيح الشعوب قد تنخدع لكنها لا تنسى ولا تخون وها هي تعود لتصوب البوصله بهدوء لا ضجيج فيه سوى همس الحقيقه، ومن يراهن على وعي الشعوب لايخسر ومن يخدعها  اليوم سيواجهها غدا وحينها سينتصر من بقي واقفا في صف الوطن لا في صف المصلحه وما يحدث اليوم من اصطفاف واع وتحول في المزاج العام ليس وليد صدفه بل هو صحوه شعب وحين تصحو تنتصر .