صرخة طفل غزة: من يوقظ ضمير العالم؟
بقلم: منصور بلعيدي_
في غزة، حيث الحرب والدمار، هناك طفل يصرخ من الجوع. صرخة هذا الطفل ليست مجرد نداء للمساعدة، بل هي صفعة أخلاقية في وجه الحضارة الإنسانية.
إنها تطرح السؤال الصعب: كم طفلاً يجب أن يموت جوعًا قبل أن تتحرك المؤسسات الإنسانية؟!
غزة ليست فقط محاصرة بالحديد والنار، بل أيضًا بالخذلان. خذلان العالم الذي يتفرج على مأساة أطفال غزة دون أن يحرك ساكنًا. خذلان المؤتمرات التي تتجمّل بعبارات الشجب، ثم تعود إلى مقاعدها الوثيرة دون أن تفعل شيئًا.
*الطفل الجائع: اختبار للإنسانية*
هذا الطفل الجائع ليس بحاجة إلى بيان أو وعد. هو فقط يريد رغيف خبز قبل أن يتحول صوته إلى رقم جديد في سجل طويل من الخسائر التي لا تُذاع.
إنها لحظة اختبار حقيقية للإنسانية: هل سنقف مع هذا الطفل، أم سنتركه يموت جوعًا؟
*مرآة العالم*
غزة اليوم ليست مجرد مأساة فلسطينية، بل هي مرآة العالم.
من نظر فيها ولم يرتجف فقد سقط من شجرة الإنسانية.
إنها فرصة لنا لنرى أنفسنا، ولنرى كيف يمكننا أن نكون أكثر إنسانية.
*رحمة الاسلام*
في الحديث الشريف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عُذّبت امرأة في هرّة، سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار؛ لا هي أطعمتها، ولا سقتها إذ حبستها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض". هذا الحديث يذكرنا بأهمية الرحمة والعدالة في تعاملنا مع جميع المخلوقات.
ويبقى السؤال: من ينقذ ضمير العالم من هدا السقوط المروع؟
هل سنجد من يسمع صرخة هذا الطفل، وينقذ ضمير العالم من السقوط؟
أم ان ضمير العالم قد مات وشبع موتاً ورميت جثته على قارعة الطريق فاستنشق رائحتهاً الناس فظنوا انه مازال حياً.