هرولة المواطنين لصرف العملات الأجنبية تُفاقم أزمة الصرف وتُغذي المضاربة
في اليومين الماضيين، شهدت سوق الصرف في المحافظات المحررة اضطرابًا حادًا وهبوطًا ملحوظًا في قيمة العملة، ليس فقط بسبب المضاربة من قبل بعض شركات الصرافة، بل نتيجة تدافع المواطنين أنفسهم لصرف ما بحوزتهم من عملات أجنبية، مدفوعين بالخوف أو الطمع.
مواطن بسيط يمتلك خمسة آلاف ريال سعودي، سمع عن انخفاض سعر الصرف، فهرول مسرعًا إلى شركات الصرافة لصرفها، وكأن الأزمة تلاحقه. لكن الحقيقة أن هذا السلوك الجماعي، حين يتكرر من آلاف المواطنين، هو ما يُحدث الهبوط الحاد ويُغذي المضاربة أكثر من أي جهة أخرى.
إذا كان كل مواطن يمتلك مبلغًا من العملة الأجنبية ويهرول لصرفه، فكيف لا تنهار السوق؟
ما بالك بمن يمتلك خمسين أو مئة ألف ريال سعودي ويتصرف بذات الطريقة؟ النتيجة كارثية على الجميع.
إننا لا نُبرّئ المضاربين، ولكننا نُحمّل جزءًا من المسؤولية لغياب الوعي المالي لدى المواطن. فهل من الحكمة أن تصرف عملتك الأجنبية في لحظة اضطراب، وأنت تعلم أن الأسعار ستنخفض تلقائيًا مع انخفاض سعر الصرف؟ فلوسك بالريال السعودي لا تفقد قيمتها الحقيقية، بل تواكب السوق.
بل إن بعض المواطنين، بدافع الجشع، يقومون بصرف ما لديهم من عملة أجنبية عمدًا أثناء الهبوط، ثم يعاودون الشراء بسعر أقل، ليضاربوا في السوق بشكل يفوق حتى شركات الصرافة نفسها.
نصيحة لكل مواطن: لا تكن جزءًا من الأزمة، كن جزءًا من الحل.
التروي والوعي المالي هما خط الدفاع الأول لحماية الاقتصاد الوطني.
فلوسك قوتك، فلا تفرّط بها في لحظة خوف أو طمع.