اللواء شلال شائع… قائد لم تصنعه المناصب بل صنعته المواقف
في زمن تختلط فيه تضارب الأصوات، وتتعدد فيه الشعارات الرنانة، يظهر بيننا رجال لا يحتاجون إلى ضجيج ليُعرَفوا، ولا إلى منصب ليُقدَّروا، لأن أعمالهم وحدها تتحدث عنهم. وعن تاريخهم، ومن بين هؤلاء يبرز ويلمع اسم اللواء/ شلال شائع، رئيس مكافحة الإرهاب، كواحد من أبرز الشخصيات التي جسّدت ورسمت معنى القيادة الحقيقية، وقدمت نموذجاً نادراً يحتذأ به في الإخلاص والوفاء والشجاعة والتواضع. هكذا هم تجلّت الأبطال التي ظهرت من رحم المعاناه.. وصارت بريق امل يضيء طريق المخلصين.
أبا شايع رجل الميدان أولاً… والموقع ثانياً
منذ توليه مسؤولياته الأمنية، أثبت اللواء شلال شائع أن القيادة ليست كلمات تُقال، أو حديثٌ يسجع هنا أو هناك.. بل مواقف تُصنع. تقدّم الصفوف في أصعب اللحظات، وواجه التهديدات في اليالي الحالكة.. بثبات قلّ أن نجده في زمن التردد والتناقض.. لم تكن قراراته وليدة تردد أو حسابات ضيقة تتمدد،، بل وليدة إحساس عميق ومشاعر مليئة بالحب وبالواجب ومسؤولية تجاه شعب الجنوب.
لقد شكّل وجوده على رأس مكافحة الإرهاب علامة فارقة في تعزيز الأمن، في زمن ولدت في وزادت الشياطين المشطّنة، إذ تعامل مع التحديات بعقلية عملية حازمة، وشجاعة راسخة رسوخ جبل شمسان، وقرارات مبنية على رؤية واضحة، ما جعل اسمه يرتبط وينحت بالنجاحات الأمنية والضربات الاستباقية التي جنّبت المواطنين الكثير من المخاطر.
تواضع قائد كبير… وأخلاق تليق برجل دولة
على الرغم من حجم المسؤولية الموكلة إليه.. ومكانته القيادية الحساسة، بقي شلال شائع قريباً من قلوب الناس، بسيطاً في حضوره المستمر، متواضعاً في تعامله المرتقي، لا يحمل تكبّراً على أحد، ولا يطلب تميّزاً لنفسه. هذه السمة تحديداً منحت ابا شايع مكانة استثنائية في قلوب أبناء الجنوب، وجعلته مثالاً للقيادي البارز الذي يجمع بين الحزم والإنسانية.
فهو لا يقيس الآخرين بمناصبهم ولا بوجاهتهم، بل يعامل الجميع باحترام، يخاطب الغريب بكلمك يابن العم، يشعرك كانك انت وهو يومياً، ويستمع لهم دون تكلف أو حدود، ويقف معهم دون أن يشعر أحد بأنه يقدّم خدمة، بل واجباً إنسانياً ووطنياً.
شجاعة فاقت الجميع… ومحبة لا تُشترى
ما يميّز اللواء/ شلال شائع عن غيره.. ليس فقط شجاعته في الميدان، بل شجاعته في المبدأ والقول. ويجعل لكل مقام مقال، يقول كلمته بوضوح، ويدافع عن الحق بأعلى صوت، ويقف مع القضايا الوطنية دون تردد أو خوف. هذه الشجاعة أكسبته محبة واسعة بين الناس، جعلت حضوره بين الناس جزءاً من شعبيتهم، وثقتهم، واحترامهم العميق له.
المحبة التي يحظى بها ليست نتيجة منصب ولا حملات إعلامية، بل ثمرة سنين من المواقف الصادقة والعمل الدؤوب الستمر والإيمان الخالص بقضية شعبه. لذلك أصبح اسمه يرتبط دوماً بالثبات والمصداقية والإقدام.
قائد يصنع الأثر… وشخصية يصعب تكرارها
لقد أثبتت التجارب أن اللواء/ شلال شائع ليس مجرد مسؤول في موقع حساس، بل شخصية قيادية تركت أثراً حقيقياً في أمن الجنوب واستقراره. دوره تجاوز حدود الوظيفة، ليصبح رمزاً للموقف الوطني الصلب، وللنموذج القيادي الذي يجمع بين الشجاعة والأخلاق والتواضع.
إن مسيرة الرجل تؤكد أن القيادة الحقيقية لا تُفرض، بل تُنتزع باحترام الناس، وحسن الخلق، والوفاء للمبادئ. وهذا ما فعله اللواء/ شلال شائع باقتدار.
ختاماً…
اللواء/شلال شائع هو أحد أولئك الرجال الذين كلما تحدثت عنهم الكلمات ازدادت شهادتها قصوراً أمام واقع أعمالهم. ولا نفي بحقه مهما تعددت الكلمات والحروف والأسطر.
هو قائد عرفه ميدان النضال والتضحيات، وأحبه الناس، واحترمه الخصوم قبل الحلفاء.
وسيظل اسمه رمزاً محفوراً في ذاكرة الجنوب كأحد أبرز الرجال الذين وضعوا بصمة واضحة لن يمحيها التاريخ، في مرحلة مليئة بمنعطفات التجارب والتحديات .


