هناك مؤامرة خطيرة في استيراد الأدوية

شركات الأدوية ترتكب جريمة حقيقية في حق المجتمع بسبب أسعارها الباهظة وغياب الرقابة عليها. إن الدواء خدمة ورسالة إنسانية، وليس سلعة تجارية للربح. فالإنسان وسلامته يجب أن يكونا أولوية، تمامًا مثل الغذاء، فهما وجهان لعملة واحدة لحياة كريمة.


إن ما يحدث من تنمر وتوحش لشركات الأدوية بعدم خفض الأسعار بما يتناسب مع انخفاض قيمة العملة هو جريمة مركبة ضد المجتمع. أين دور الهيئة العامة للأدوية؟ أين وزارة الصحة؟ وأين الحكومة بكل مؤسساتها؟ لماذا يتم التحرك لخفض أسعار كل شيء إلا الأدوية؟هناك مؤامرة خطيرة في استيراد الأدوية، يبدو أن الحوثيين يقودونها. حيث تصل الأدوية إلى ميناء عدن، ومنه تذهب مباشرة إلى صنعاء. وهناك، يقوم الحوثي بتوزيعها على المحافظات الأخرى، مما يضيف تكاليف نقل وجبايات جديدة، وهذا هو سر الغلاء الكبير الذي يثقل كاهل المواطنين.


هذا الوضع عار ومخجل! كيف للشرعية أن ترضى بهذا التغول ضد مواطنيها؟ كيف يمكن أن يستمر الغلاء وتتحكم جهة من صنعاء بسوق الأدوية في المناطق المحررة؟

إن تخفيض أسعار الأدوية بنسبة 10% هو أمر مخجل. ولكن الشيء الذي لم يكن في الحسبان قد حدث، فقد انتفض أصحاب الصيدليات ضد غلاء أسعار العلاجات الذي يرهق الناس. هذا تحرك نبيل ومهم، ولكنه لا يعفي المعنيين بالأمر من مسؤوليتهم، فهم مطالبون بتحمل مسؤوليتهم والتدخل الفوري لإنقاذ المواطنين.