الشاعر أمين الكلدي.. مسيرة إبداعية تتوَّج بلقب "أمير الشعراء"
من بين ضفاف الأودية وسحر الطبيعة الخلابة في مديرية سرار بمحافظة أبين، تفجرت المواهب، حيث كان وقع هدير المياه وهمس الجبال ملهمه الأول، ليصوغ شعراً عذباً حمل رائحة الأرض وصدق المشاعر، قبل أن ينطلق إلى فضاء المنافسات الشعرية على مستوى الوطن والعالم العربي.
من هنا لفت الكلدي الأنظار منذ بداياته المبكرة، وكانت مشاركته في مسابقة "صدى القوافي" عامي 2010 و2012 محطة انطلاق حقيقية نحو دائرة الضوء، بعد أن حقق مراتب متقدمة عززت ثقته بموهبته.
وفي عام 2018 سجّل حضوراً قوياً بحصوله على المرتبة الثانية في مسابقة حُجّاج للشعر الشعبي، ليعود أكثر إصراراً عام 2020 ويخطف المركز الأول من بين 1600 شاعر من مختلف مناطق اليمن، وهو إنجاز اعتُبر حينها نقطة تحول فارقة في مسيرته.
أما تتويجه الأخير بلقب "أمير الشعراء 2025" في العاصمة عدن، فقد جاء كتأكيد على ريادته الأدبية، ومكانته كواحد من أبرز الأصوات الشعرية التي أثرت الساحة الثقافية خلال العقدين الأخيرين.
لم يتوقف عطاؤه عند حدود نظم القصيد، بل أسهم كذلك في إثراء الحركة الأدبية من خلال دوره كـ عضو في لجنة التحكيم بمنتدى شعراء الضالع عامي 2023 و2025، حيث قدم رؤى نقدية وتقييمية أسهمت في إبراز طاقات شعرية شابة.
دعمت المسيرة الشعرية للكلدي مشاركاته في برامج إذاعية وتلفزيونية شكلت منصات للتعريف بموهبته، أبرزها، برنامج "المغتربين – نداء الوطن" – إذاعة عدن، وبرنامج "صباحات" – تلفزيون عدن، إلى جانب مساهماته المتعددة في الصحافة والمهرجانات والفعاليات الأدبية، ما رسخ حضوره في المشهد الثقافي الوطني.
بهذا الرصيد الكبير من النجاحات، يؤكد الشاعر أمين الكلدي أن الكلمة الصادقة قادرة على أن تتجاوز حدود الجغرافيا، وتحفر لنفسها مكانة خالدة في وجدان الأجيال.
فكان لقب "أمير الشعراء 2025" إلا تتويج لمسيرة شاعرٍ صاغ من أودية سرار ألحان الإبداع، وجعل من الشعر رسالة حياة وهوية وانتماء.