صرخة الكرامة التعليمية.. الكوادر الأكاديمية تدق ناقوس الخطر
في مشهد يتكرر ويزداد غضباً، خرجت الهيئة التدريسية والتدريسية المساعدة في جامعات عدن، لحج، أبين، وشبوة، في وقفات احتجاجية متتالية، كان آخرها اليوم أمام مقر التحالف العربي بالعاصمة المؤقتة عدن، لتطلق ما وصفه الكثيرون بـ "صرخة الكرامة التعليمية"، بعد أن بلغ الصبر منتهاه، وسقطت الوعود في هوة الإهمال والصمت.
لقد دقت الكوادر الأكاديمية ناقوس الخطر، محذّرة من أن استمرار تجاهل الحكومة وتحالف دعم الشرعية لمطالبهم في ظل الانهيار الاقتصادي وتدهور قيمة العملة، سيقود إلى ما هو أبعد من الإضراب. فالمعلم وأستاذ الجامعة اللذان يمثلان نخبة المجتمع لم يعودا يطالبان بتحسين وضع مادي فقط، بل بالدفاع عن كرامتهما وحقهما في حياة كريمة يضمنها الدستور وتكفلها كل القوانين.
وفي ظل هذا الصمت الرسمي المريب، تتجه الأزمة نحو نقطة اللاعودة ، إذ بات واضحاً أن الوقفات القادمة لن تقتصر على الأساتذة والمعلمين، بل ستشهد تضامناً واسعاً من الطلاب والطالبات وأولياء أمورهم الذين أدركوا أن أبناءهم يُحرمون من حقهم المشروع في التعليم، وأن السكوت لم يعد ممكناً.
الكل اليوم يرى العبث ، امتحانات وزارية تُفرض في ظل تعليم موقوف، ومناهج تُترك بلا شرح، ومستقبلٌ يُزج به إلى المجهول، في وقتٍ تُضخ فيه الموارد والدعم إلى جهات ومؤسسات على حساب التعليم، ما يزيد من الاستياء الشعبي ويُكرّس الإحساس بالتمييز والتهميش.
الرسالة الآن واضحة ، إذا استمرت الجهات المعنية في تجاهل هذه الصرخة فإنها ستكون شريكاً مباشراً في ما آل إليه الواقع التعليمي. القيادات التي منحتها الكوادر ثقتها ستجد نفسها في مواجهة حساب مجتمعي وشعبي، لأنها الأقرب صوتاً وموقعاً لإيصال معاناة المعلم وأستاذ الجامعة، لكنهم اختاروا الصمت في وقتٍ كان يجب أن يكونوا فيه أول المدافعين.
إن استمرار هذا الوضع لا يعني فقط انهيار التعليم، بل انهيار ما تبقى من الثقة في مؤسسات الدولة والتحالف. وعليه فإننا نطالب بإجراءات عاجلة، تبدأ بمنحة مالية لا تقل عن ألف ريال سعودي لكل أكاديمي ومعلم كما ورد في بيان وقفة اليوم ، باعتبارها خطوة أولى نحو الإنقاذ قبل أن ينهار كل شيء.
فلا تنمية بدون تعليم، ولا وطن بدون معلم... والكرامة إذا أُهينت فلن يصمت أصحابها طويلاً.