زيارة وزير الدفاع تفضح الرواية الإعلامية لقناة بلقيس من يقاتل الحوثي لا يسأل عن انتمائه
تقرير خاص إعداد/ ناصر العامري
في ظل المعركة الوطنية المستمرة ضد جماعة الحوثي تبرز تساؤلات إعلامية حول طبيعة بعض التشكيلات العسكرية التي تقاتل في الصفوف الأمامية قناة بلقيس الفضائية أثارت جدلا مؤخرا بوصفها القوات السلفية بأنها خارج إطار الجيش الوطني وذلك عقب زيارة وزير الدفاع اليمني لتلك القوات في جبهات القتال هذا التوصيف يفتح الباب أمام نقاش أوسع حول شرعية هذه القوات ودورها في المعركة المصيرية التي يخوضها اليمنيون
القوات السلفية التي تضم تشكيلات مثل درع الوطن والفرقة الرابعة وألوية العروبة وعلب وميدي لم تكن يوما طارئة على المشهد العسكري اليمني فقد نشأت من رحم المقاومة الشعبية التي تصدت للانقلاب الحوثي منذ عام 2015 وشاركت بفعالية في تحرير مناطق واسعة من الجنوب والشمال ومع تطور المعركة تم دمج هذه القوات تدريجيا ضمن هيكلية وزارة الدفاع بقرارات رسمية من مجلس القيادة الرئاسي لتصبح جزءا من المنظومة العسكرية الشرعية ووفقا لمصادر عسكرية فإن هذه القوات تخضع لتدريب وانضباط عسكري وتشارك في العمليات إلى جانب وحدات الجيش في جبهات مأرب وصعدة والساحل الغربي بما في ذلك المحاور الحدودية الحساسة وبالتالي فإن وصفها بأنها خارج إطار الجيش الوطني يتجاهل التطورات التنظيمية التي شهدتها خلال السنوات الأخيرة ويتغافل عن دورها الحيوي في التصدي للتمدد الحوثي
زيارة وزير الدفاع الفريق محسن الداعري إلى جبهات صعدة وكتاف وميدي وعلب ولقاؤه بقيادات المحاور السلفية حملت دلالات واضحة فقد أشاد بجاهزية هذه القوات وأكد أنها جزء من المعركة الوطنية لتحرير صنعاء كما شملت جولته عددا من المحاور الحدودية أبرزها الفرقة الرابعة حيث التقى بقائدها اللواء رداد الهاشمي واستمع إلى عرض تفصيلي حول الجاهزية القتالية والانتشار العملياتي في مناطق الفرقة مؤكدا أهمية التنسيق وتوحيد الجهود لمواجهة الحوثيين هذه الزيارة الرسمية جاءت لتؤكد أن هذه القوات تعمل ضمن إطار الدولة وتحت إشراف مباشر من وزارة الدفاع وهو ما يتناقض تماما مع الرواية الإعلامية التي تحاول تصويرها وكأنها تعمل خارج الشرعية
هذا الواقع يعكس حقيقة ميدانية لا يمكن إنكارها فالقوات السلفية التي تقاتل ضمن هذه التشكيلات لم تسجل بحقها أي حالة تمرد أو خروج عن أوامر الدولة منذ انخراطها في المعركة الوطنية ضد الحوثي بل على العكس أثبتت انضباطا عاليا والتزاما واضحا بالشرعية الدستورية وتعمل تحت إشراف مباشر من وزارة الدفاع اليمنية وتشارك في العمليات العسكرية إلى جانب وحدات الجيش في أكثر من جبهة التحدي الذي يطرحه البعض هنا مشروع تماما فمن يملك دليلا على خروج هذه القوات عن إطار الدولة فليقدمه وإلا فإن التشكيك في ولائها لا يعدو كونه محاولة لتقويض جهودها في الميدان لأسباب سياسية أو إعلامية لا علاقة لها بالواقع العسكري
من حق الإعلام أن يطرح الأسئلة لكن من واجبه أيضا أن ينقل الواقع كما هو لا كما تريده بعض الأطراف السياسية فالقوات السلفية التي تقاتل تحت راية الجمهورية لا تبحث عن سلطة أو نفوذ بل عن تحرير وطن من قبضة جماعة انقلابية والتشكيك في شرعيتها في وقت تخوض فيه معارك شرسة يعد تجاهلا لتضحياتها ومساهمة في إرباك المشهد العسكري
اليمن اليوم لا يحتمل الترف السياسي ولا المناكفات الإعلامية كل بندقية موجهة نحو الحوثي يجب أن تحترم وكل تشكيل عسكري يخضع لقيادة الدولة يجب أن يدعم إن معركة استعادة الدولة لا تخاض من خلف الشاشات بل من خنادق القتال حيث لا يسأل المقاتل عن انتمائه الفكري بل عن ولائه للوطن
وفي سياق المتابعة الإعلامية أثارت إحدى الحلقات التحليلية التي ظهر فيها المحلل العسكري الدكتور علي الذهب ملاحظات لافتة إذ أخطأ في تحديد المنطقة العسكرية التابعة لمحور كتاف والبقع مشيرا إلى أنها تتبع المنطقة الخامسة بدلا من السادسة وهو ما يعكس ضعفا في الإلمام بالتفاصيل الميدانية كما أضاف الدكتور فيصل الحذيفي رأيا مثيرا للجدل إذ أبدى اعترافا جزئيا بشرعية الرئيس السابق عبدربه منصور هادي دون الاعتراف بشرعية المجلس الرئاسي ما يضع موقفه من الجيش الوطني في دائرة التساؤل والأكثر غرابة كان تجاهله للدور المحوري الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في دعم ومساندة القوات العسكرية اليمنية وهو موقف لا يمكن فصله عن سياق التباينات السياسية والإعلامية التي تحاول النيل من وحدة الصف الوطني