الماء ليس رفاهية..الماء حياة.
بقلم: موسى المليكي.
طفلٌ في مشرعة وحدنان لفظ أنفاسه الأخيرة دهسًا تحت صهريج المياة .. فقط لأنه حاول أن يملأ خمسة لترات من الماء لعائلته العطشى، في واحدة من أكثر الصور فظاعة وتجسيدًا للانهيار الإنساني الذي تعيشه المناطق الجبلية جنوب تعز.
الناس في مشرعة وحدنان لا يعيشون... بل يصارعون للبقاء
هنا في مشرعة وحدنان ، لا توجد شبكات مياه، لا آبار، لا مشاريع حكومية أو إنسانية دائمة.
يعتمد الناس بشكل كلي على مياه الأمطار التي تُجمع في خزانات تقليدية تسمى "السقايات". وعندما لا تمطر، يبدأ الجحيم: ساعات طويلة مشيًا على الأقدام بحثاً عن مياه الشرب .
نساء يحملن على رؤوسهن عبوات ثقيلة في طرق وعرة وطويلةأطفال يصارعون كي لا يموتوا من العطش… أو تحت عجلات صهريج!
ما يحدث في مشرعة وحدنان هو جريمة صامتة بحق الإنسانية. العطش لا يقتل فجأة، بل على جرعات: ضعف، أمراض جلدية، فشل كلوي، انهيار في الحياة الصحية والتعليمية، وانعدام الأمن الغذائي.
كم طفلًا يجب أن يموت؟
كم أمًا يجب أن تنهار تحت الشمس؟كم صرخة عطش نحتاج حتى نُسمَع؟
نداء استغاثة... قبل فوات الأوان
نداء إلى ... السلطة المحلية - وكل المنظمات الدولية والمحلية .. مشرعة وحدنان ليست نقطة على الخريطة... إنها كارثة بشرية تتفاقم كل يوم .... أنقذوا أرواح الناس بمشاريع طارئة وتوزيع المياه ولو بأبسط الوسائل الماء ليس رفاهية… الماء حياة.