الشجرة المثمرة لا يضرّها الرجم
لم يعد خافيًا على أحد حجم الاستهداف الممنهج الذي تتعرض له انتصارات المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته المسلحة، سواء في الساحة الجغرافية أو في المشهد السياسي. فكلما تحقّق إنجاز، هرع المتربصون إلى مطابخهم المظلمة محاولين تشويه الواقع، وصناعة أوهام تُحجب بها الحقيقة عن أعين الناس، لعلّهم يخلقون ضجيجًا زائفًا يحجب الهزيمة المؤلمة التي يعيشونها.
لكن ما غاب عن أذهانهم، أو تناسوه عن قصد، أن الشجرة المثمرة وحدها تُرمى بالحجارة. وكلما اشتد الرجم، زاد العطاء، وانتفع الناس أكثر بثمارها. فقرارات المجلس الانتقالي الجنوبي لم تكن يومًا ردود أفعال، بل خطوات مدروسة تصب في خدمة قضية عادلة، طال انتظارها، وتحمل آمال شعبٍ صبر كثيرًا.
إن كل حملة تشويه، وكل قلم مأجور، لم تفعل سوى كشف الوجوه التي اختبأت طويلًا خلف أقنعة الزيف، والمتاجرة بمعاناة الشعوب لأكثر من خمسة وثلاثين عامًا. فالرجم لم يُضعف الشجرة، بل أسقط الأقنعة، وفضح الحقد المتراكم، وأظهر الحقيقة كما هي، واضحة لا لبس فيها.
لقد آن الأوان أن نقول لتلك الأقلام القاصرة إن كلماتها باتت رمادًا أمام نار الحقيقة. فأقلام الأحرار اليوم تكتب بمداد الوعي والمسؤولية، وتضيء طريق العدل والمساواة، طريق القانون الذي يسع كل الجنوبيين دون استثناء.
وكما قالها سابقًا الرئيس عيدروس بن قاسم الزُبيدي: «عهد الرجال للرجال سنوفيه»، وهو عهد لم يكن شعارًا عابرًا، بل مبدأ يُترجم على أرض الواقع، وقد بات تحقيقه أقرب من أي وقت مضى.
فالشجرة المثمرة باقية، راسخة الجذور، عالية الفروع، وما الرجم إلا دليل على قوتها،


