وداعًا سالم غالب
فجع الوسط الصحفي والإعلامي في حضرموت، برحيل الكاتب والصحفي سالم غالب بن بريك، الذي طوى صفحة حافلة بالعطاء المهني والنقابي والوطني، تاركًا إرثًا غنيًا من المواقف والمساهمات التي ستظل شاهدة على مسيرته.
لم يكن الراحل مجرد صحفي عابر، بل كان أحد أبرز الوجوه الإعلامية التي كرّست حياتها في العمل الإعلامي والدفاع عن شرف المهنة. بدأ مشواره مبكرًا متنقلًا بين مواقع ومسؤوليات متعددة؛ من عمله في وكالة أنباء عدن، ومندوبًا لمكتب الإعلام وصحيفة الشرارة في عدن قبل الوحدة، وصولًا إلى إسهاماته في عدد من الصحف الوطنية، ومبادراته القيمة ومنها مشاركته في تأسيس مكتب وكالة أبناء عدن في حاضرة حضرموت «المكلا» ، فعبر تلك المحطات، صاغ «سالم غالب» ملامح تجربة مهنية راسخة، جعلت منه شخصية ذات حضور في التحولات التي حدثت في المجال الإعلامي في ذلك العهد..
كما أن الفقيد عُرف بحرصه على التوثيق الصحفي، إذ لم يكن يكتفي بتغطية الحدث، بل كان يسعى لتأصيله وحفظه في ذاكرة الأجيال، ولعل الكثير من زملائه ما زالوا يذكرون مبادراته الكريمة في تقديم الوثائق والمراجع، وتعاونه الكبير في إمدادهم بما يحتاجونه من معلومات، بطيبة نفس وبسخاء مهني قلّ نظيره.
حتى في سنواته الأخيرة، ورغم ما ألمّ به من وعكات صحية، ظلّ «سالم غالب» وفيًّا لمهنته وزملائه، محتفظًا بذات الوداعة والبشاشة، مستقبلاً زائريه بأوراقه وأرشيفه الصحفي، معتزًا بما تركه من مقابلات ومواد توثيقية تمثل رصيدًا مهنيًا وأخلاقيًا لا يُقدّر بثمن.
لقد كان الفقيد مثالًا للصحفي الخلوق، والمثقف الملتزم، والإنسان المتواضع. جمع بين رصانة الكلمة وصدق الموقف، وبين نزاهة الممارسة الإعلامية وحبه للآخرين، وهو ما جعله قدوة للأجيال ونموذجًا يحتذى به في المهنة.
برحيله، يطوي الإعلام الحضرمي واليمني صفحة مضيئة من تاريخه، غير أن ذكراه ستظل حاضرة في وجدان من عرفوه، وسيبقى أثره شاهدًا على أن السجايا الحميدة لا ترحل بمغادرة أصحابها.
رحم الله الصحفي سالم غالب بن بريك، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وزملاءه الصبر والسلوان.