خطر الهواتف ومواقع التواصل على الأطفال وعلى "البنات" خاصة :

خطر الهواتف ومواقع التواصل على الأطفال وعلى "البنات" خاصة :

(أبين الآن) متابعات خاصة

 مهم جداً ويتناول قضية حساسة تؤثر على أطفالنا، وخاصة الفتيات، في مجتمعنا اليمني. 
سنتناول الموضوع من شقين: خطر الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي، وواجب الآباء في تلبية الاحتياجات العاطفية للأبناء.

أولاً: خطر الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال والبنات في المجتمع اليمني..

في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن، قد يلجأ الأطفال والمراهقون إلى الهواتف ومواقع التواصل الاجتماعي كوسيلة للترفيه، أو للتواصل مع الأصدقاء، أو حتى للهروب من الواقع.
ومع ذلك، فإن هذه الأدوات تحمل مخاطر جمة، وتزداد هذه المخاطر على الفتيات بشكل خاص لعدة أسباب:

**المخاطر العامة على الأطفال:

1. التعرض لمحتوى غير لائق: سهولة الوصول إلى محتوى عنيف، إباحي، أو مضلل يمكن أن يؤثر سلباً على نفسية الطفل وتطوره.

2. التنمر الإلكتروني: يتعرض الأطفال للتنمر والإساءة عبر الإنترنت، مما قد يسبب لهم ضغطاً نفسياً شديداً، عزلة، واكتئاباً.

3. إدمان الاستخدام: قضاء ساعات طويلة على الهواتف ومواقع التواصل يقلل من الوقت المخصص للدراسة، اللعب، التفاعل الأسري، والنشاط البدني، مما يؤثر على صحتهم الجسدية والعقلية.

4. الخداع والاحتيال: قد يتعرض الأطفال لعمليات احتيال أو استدراج من قبل أشخاص غرباء.

5. مشاكل النوم: الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات يؤثر على جودة النوم، مما يؤدي إلى مشاكل صحية وسلوكية.

6. تأثير على المهارات الاجتماعية: الاعتماد المفرط على التواصل الافتراضي قد يضعف قدرة الطفل على بناء علاقات اجتماعية حقيقية والتواصل وجهاً لوجه.

*مخاطر إضافية على البنات في المجتمع اليمني:

1. الاستهداف الجنسي والتحرش: الفتيات أكثر عرضة للاستهداف من قبل المتحرشين والمستغلين جنسياً عبر الإنترنت، حيث قد يتم استدراجهن بمعلومات كاذبة أو وعود زائفة.

2. الصور والفيديوهات الشخصية: قد تتعرض الفتيات لضغوط لمشاركة صورهن أو فيديوهاتهن الشخصية، والتي قد يتم استغلالها لاحقاً للابتزاز أو التشهير.

3. المقارنات الاجتماعية السلبية: مواقع التواصل الاجتماعي غالباً ما تعرض صوراً مثالية وغير واقعية للحياة، مما يدفع الفتيات للمقارنة المستمرة مع الآخرين، ويؤثر سلباً على تقديرهن لذواتهن وثقتهن بأنفسهن، خاصة في مجتمع قد تكون فيه معايير الجمال والنجاح محددة بشكل صارم.

4. الضغط الاجتماعي والسمعة: في مجتمع محافظ مثل المجتمع اليمني، قد تكون سمعة الفتاة وشرفها أمراً بالغ الأهمية.
أي خطأ أو سوء استخدام للهاتف أو مواقع التواصل يمكن أن يؤدي إلى عواقب اجتماعية وخيمة عليها وعلى أسرتها.

5. التعرض لثقافات غريبة: قد تتعرض الفتيات لأفكار وقيم تتعارض مع القيم المجتمعية والدينية، مما قد يسبب لهن صراعاً داخلياً أو انحرافاً عن المسار الصحيح.

6. الاستدراج للزواج المبكر أو العلاقات غير الشرعية:
قد يتم استدراج بعض الفتيات عبر الإنترنت للدخول في علاقات أو حتى الزواج المبكر، مما يحرمهن من طفولتهن وتعليمهن.

ثانياً: واجب الآباء نحو أبنائهم لسد احتياجاتهم العاطفية!

في ظل هذه التحديات، يصبح دور الآباء والأمهات محورياً في حماية أبنائهم وتلبية احتياجاتهم العاطفية، مما يجعلهم أقل عرضة للانجراف نحو مخاطر العالم الرقمي.
إليك بعض الواجبات الأساسية:

1. بناء علاقة قوية ومفتوحة:

* الاستماع الفعال: خصص وقتاً للاستماع إلى أبنائك دون مقاطعة أو إصدار أحكام. اجعلهم يشعرون بأنك مهتم بما يقولونه.

* التواصل المستمر: تحدث معهم عن يومهم، عن مشاعرهم، عن اهتماماتهم. 
كن صديقهم قبل أن تكون ولي أمرهم.

* التعبير عن الحب والدعم: عبر عن حبك لهم بالكلمات والأفعال. 
دعهم يعرفون أنك موجود دائماً لدعمهم، بغض النظر عن أخطائهم.

2. توفير بيئة آمنة وداعمة في المنزل:

* الاهتمام بالاحتياجات الأساسية:
- تأكد من أن لديهم طعاماً صحياً، ملابس مناسبة، ومكاناً آمناً للعيش. في سياق اليمن، هذا قد يتطلب جهداً مضاعفاً، لكنه أساسي.

* خلق جو من الأمان العاطفي:
- اجعل المنزل مكاناً يشعرون فيه بالأمان للتعبير عن مشاعرهم، حتى السلبية منها، دون خوف من العقاب أو السخرية.

* تشجيع الهوايات والاهتمامات:
- ادعم اهتماماتهم وهواياتهم، سواء كانت رياضية، فنية، أو ثقافية. هذا يعزز ثقتهم بأنفسهم ويمنحهم شعوراً بالإنجاز.

3. التوجيه والرقابة الواعية للتكنولوجيا:

* وضع قواعد واضحة: 
- حدد أوقاتاً معينة لاستخدام الهواتف والأجهزة اللوحية، وحدد أنواع المحتوى المسموح به.

- المراقبة والمتابعة: كن على دراية بما يفعله أبناؤك على الإنترنت. 

- تحدث معهم عن الأصدقاء الذين يتواصلون معهم عبر الإنترنت.

* التثقيف حول المخاطر: علم أبناءك، وخاصة الفتيات، عن مخاطر الإنترنت، وكيفية حماية خصوصيتهم، وكيفية التعامل مع التحرش أو المحتوى غير اللائق.

* علمهم أن يقولوا "لا" وأن يبلغوك فوراً إذا شعروا بعدم الارتياح.

* كن قدوة حسنة: قلل من استخدامك الشخصي للهاتف أمامهم، وأظهر لهم كيف يمكن استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول.

4.  تلبية الحاجة للانتماء والتقدير:

* إشراكهم في الأنشطة الأسرية: اجعلهم جزءاً من القرارات الأسرية، وشاركهم في الأنشطة اليومية.

* الاحتفاء بإنجازاتهم: احتفل بنجاحاتهم، مهما كانت صغيرة، لتعزيز شعورهم بالتقدير والقيمة.

*توفير فرص للتفاعل الاجتماعي الواقعي: شجعهم على اللعب مع أقرانهم في الواقع، وزيارة الأقارب، والمشاركة في أنشطة مجتمعية.

5.  التعامل مع التحديات المجتمعية:

* التوعية بالقيم المجتمعية والدينية: عزز القيم الإيجابية في نفوس أبنائك، ووضح لهم أهمية الحفاظ على السمعة الطيبة والالتزام بالتعاليم الدينية والأخلاقية.

* التحذير من الغرباء: علمهم أن لا يثقوا بالغرباء عبر الإنترنت وأن لا يشاركوا معلومات شخصية معهم.

في الختام، يتطلب الأمر وعياً وجهداً مستمراً من الآباء والأمهات لحماية أبنائهم في هذا العصر الرقمي، خاصة في ظل الظروف المعقدة في اليمن. 
بناء علاقة قوية مع الأبناء وتلبية احتياجاتهم العاطفية هو خط الدفاع الأول والأقوى ضد أي مخاطر قد تواجههم.