لماذا يُهمل المعلمون ؟!!
على مدى سنوات طويلة, مازال قطاع التعليم في اليمن يواجه تحديًا مريرًا يتمثل في معاناة المعلمين من حرمان حقوقهم وتأخر مرتباتهم وهذه المشكلة ليست مجرد أزمة مالية، بل هي قضية إنسانية واجتماعية تؤثر بشكل مباشر على مستقبل الأجيال
فمع بداية كل عام دراسي جديد، يتجهز آلاف الطلاب للذهاب إلى مدارسهم، حاملين معهم أحلامهم وطموحاتهم،تحت إشراف المعلمين الذين هم حجر الأساس في بناء الأجيال، وتغذية عقولهم بالمفيد, و يساهمون في تشكيل شخصياتهم، ويمنحونهم المعرفة التي تفتح لهم آفاق المستقبل , ومع ذلك، ورغم أهمية المعلمين القصوى، يظلون في كثير من الأحيان الحلقة الأضعف في منظومة مجتمعاتنا، حيث يواجهون تحديات مادية ومعنوية لا تتناسب أبدًا مع حجم مسؤولياتهم.
و السؤال الذي يفرض نفسه بقوة هو: لماذا لا يحصل المعلمون على حقوقهم كاملة؟ ولماذا يتأخر صرف رواتبهم، ولماذا لا ترتقي هذه الرواتب لتواكب التضخم وارتفاع تكاليف المعيشة؟
والإجابة هنا ليست بسيطة كما يبدو، بل هي خليط معقد من أسباب ”اقتصادية، ,إدارية, اجتماعية“,,ولعل أبرزها هو: ضعف التمويل الحكومي لقطاع التعليم في سباق الأولويات الوطنية، و غالبًا ما يُدفع بقطاع التعليم إلى الخلف، لصالح قطاعات أخرى تُعتبر أكثر "أهمية" أو "إلحاحًا" كالأمن والدفاع أو البنية التحتية وهذا التوجه يرسل رسالة واضحة مفادها أن الاستثمار في العقول البشرية ليس هو الأولوية القصوى،
وهنا يجب ان نحذر من ظهور تداعيات خطيرة جراء الإهمال المادي للمعلمين والذي لا يؤثر عليهم وحدهم, فعندما تُهمَل حقوق المعلمين، فإننا لا نُهمل فردًا أو فئة، بل نُهمل مستقبل أمة بأكملها.
ختاما .. إن حل هذه المشكلة يتطلب تضافر الجهود من قبل جميع الأطراف المعنية، فالمعلمين ليسوا مجرد موظفين، بل هم ثروة وطنية يجب الحفاظ عليها , وتوفير الحياة الكريمة لهم هو بمثابة استثمار في مستقبل الأجيال، وأساس لبناء مجتمع قوي.....
والله من. القصد ....