إلى رئيس الوزراء بن بريك... والقرار قرارك
استبشرنا خيرًا بالإصلاحات الاقتصادية التي أقدمت عليها حكومتك، وتعافت العملة المحلية مقابل العملات الخارجية، وما ترتب عليها من انخفاض قليل، ولكنه ملموس، في الأسعار.
غير أن ملف الإعاشة، وصرف مبلغ 11 مليون دولار وتحويلها إلى حسابات مسؤولين وإعلاميين، فيه خرق صريح لقراراتكم نفسها في مواجهة الفساد، وقرار منع التعامل بالعملات الأجنبية.
مسؤولون في الخارج وأبنائهم، يستلمون مبالغ بالعملة الصعبة من خزينة الدولة، في حين المعلم خاصة، والموظف والمواطن البسيط عامة، يصارع لأجل لقمة يسد بها رمقه في ظل وضع مأساوي فاق كل التوقعات.
ما هكذا تورد الإبل يا رئيس الوزراء، عسكريون وعائلات الشهداء وجرحى بلا رواتب أو رواتب هزيلة، في حين ثلة من القابعين في فلل وفنادق الخارج يستلمون بالعملة الصعبة شهريًا!
تتعذرون بعدم وجود سيولة نقدية عندما يطالب المعلم بحقوقه، وتظهر فجأة وبالعملة الصعبة للهاربين من مواجهة سوء الخدمات، ومحاربة الحوثي!
والله أني اشفق عليك، وعلى من سبقك، ماذا ستقول عندما تُسأل حيال ملف الإعاشة هذا مقابل ملف حقوق المعلمين، والموظفين، والمواطن البسيط من خدمات أساسية؟
في الأخير والله ما كتبت تلك الكلمات إلا بعد حب واحترام لأفعالك, ولأجل الإصلاح ما استطعت، ثم والله لقد أحبك، ووقف معك كل الشعب اليمني، شمالا وجنوبا، بكافة توجهاتهم السياسية، كأول رئيس مجلس وزراء يحدث واقعا ملموسا في تعافي العملة بالتوازي مع انخفاض ملحوظ في الأسعار، ولكن ملف الإعاشة هذا، حطّم جزء من محبة الناس لك، فأنت الآن أمام خيارين إما تمزيق ملف الإعاشة إلى الأبد والاستقالة إذا زاد الضغط عليك، أو الانتكاسة وفقدان محبة الناس لك.
والقرار قرارك .
ودمتم في رعاية الله