المقاومة الوطنية.. الخيار الأضمن لهزيمة المليشيات الحوثية
بعد قرابة سبع سنوات من المباحثات السياسية بين الحكومة الشرعية والمليشيات الحوثية، تبيّن بوضوح أن خيار السلام مع هذه الجماعة الطائفية المسلحة بات خياراً غير مجدٍ، بل ويمنحها مزيدًا من الوقت لإعادة ترتيب صفوفها واستقبال الدعم العسكري واللوجستي من إيران، مما يزيد من خطرها على اليمن والمنطقة والعالم.
لقد أثبتت السنوات الماضية أن المليشيات الحوثية لا تؤمن بالسلام ولا تلتزم بعهود، بل إنها تستغل كل مبادرة سياسية كفرصة لالتقاط الأنفاس، وفرض أمر واقع جديد على الأرض بالقوة والسلاح. وإن كان المجتمع الدولي يعول على الوساطات الأممية، فإن الواقع اليوم يثبت فشل هذه الجهود؛ فإذا كانت الأمم المتحدة، وهي الراعي الرسمي لعملية السلام، غير قادرة على حماية مكاتبها وموظفيها في مناطق سيطرة المليشيا، وعاجزة عن إطلاق سراح موظفيها المعتقلين في سجون الحوثيين، فكيف يمكن لها أن تفرض حلاً شاملاً للأزمة اليمنية؟
على المجتمع الدولي أن يعي جيدًا أن هذه الجماعة، التي تتغذى على العنف والموت والدمار، لم تلتزم خلال كل سنوات المفاوضات ببند واحد من بنود بناء الثقة. بل على العكس، زادت تهديداتها وتوسعت جرائمها، وأصبحت تشكل خطراً متزايداً على الأمن الإقليمي والدولي، خاصة عبر تهديد الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وهو ما يمثل تهديداً صريحاً للتجارة العالمية ويستدعي تحركاً دولياً حازماً وسريعاً.
وفي ظل هذا التعنت والتصعيد الحوثي، فإن الوسيلة الأضمن والأقرب لهزيمة المليشيات الحوثية هي دعم القوات الحكومية الفاعلة على الأرض، وفي مقدمتها المقاومة الوطنية بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، وقائد المقاومة الوطنية.
لقد أثبتت المقاومة الوطنية فاعليتها ميدانياً وعسكرياً، وتمتلك من الإمكانات البشرية والتنظيمية ما يؤهلها لتكون رأس الحربة في مواجهة مشروع الحوثي الطائفي المدعوم إيرانياً. وما يتطلبه الأمر اليوم هو دعم سياسي واقتصادي وعسكري شامل لهذه القوات الفاعلة بقيادة المقاومة الوطنية، ضمن خطة إستراتيجية دولية واضحة بالتنسيق مع قيادة مجلس القيادة الرئاسي، تبدأ بـإلغاء اتفاق ستوكهولم التآمري، الذي شكل طوق نجاة للمليشيا وأعاق استعادة الحديدة ومينائها الحيوي.
ورفع الغطاء الدولي عن المليشيات الحوثية، باعتبارها جماعة إرهابية.
والاخذ بمقترحات مراكز الدراسات المتخصصة، وعلى رأسها مركز دراسات الشرق الأوسط، بشأن التصعيد الممنهج ضد هذه الجماعة عبر كافة المسارات.
إن المرحلة الراهنة تتطلب من جميع القوى الوطنية، والتحالف العربي، والمجتمع الدولي، التعامل بجدية مع هذا التهديد، والتحرك نحو الحسم، فكل تأخير يمنح المليشيات الحوثية فرصة جديدة لإطالة أمد المعاناة في اليمن، وزعزعة أمن واستقرار المنطقة.
فلا سلام مع من لا يؤمن بالسلام. والمقاومة الوطنية هي الخيار الوطني والقومي لضمان أمن اليمن واستقراره، ولإنهاء المشروع الطائفي الإيراني في المنطقة.