قرارات الزبيدي.. إصلاح ما أفسدته الشرعية

تشهد الساحة الجنوبية هذه الأيام حالة من التفاؤل والالتفاف الشعبي خلف القرارات التي أصدرها الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، والتي وصفت بأنها خطوة إصلاحية هامة تؤسس لمرحلة جديدة من البناء المؤسسي وترسيخ الشراكة الوطنية بعد محاولات كثيرة من قوى الشرعية لتهميش كفاءات الجنوب .

لقد جاءت هذه القرارات استجابةً لإرادة شعب الجنوب وتطلعاته المشروعة، لتؤكد أن صوت الجماهير هو المرجعية الأولى في رسم مستقبل الجنوب. إنها قرارات أعادت الاعتبار لمبدأ الكفاءة والشراكة ، وأنهت زمن المحسوبية والاستئثار بالقرار للقوى اليمنية في الشرعية ، كما اعتبرها البعض فاتحة الطريق أمام شراكة وطنية حقيقية بين كافة أبناء الجنوب رغم إعتبار البعض أنها تأخرت نوعا ما .

ويجمع غالبية الشارع الجنوبي على أن هذه القرارات ليست مجرد تغييرات إدارية، بل خطوات عملية تهدف إلى تمكين الكفاءات الجنوبية من مواقع المسؤولية، وإعادة بناء مؤسسات الدولة وفق أسس عادلة وشفافة. وبذلك يبرهن الرئيس الزُبيدي أنه قائد سياسي وعسكري يتخذ قرارات شجاعة تعكس روح المرحلة وتطلعات الشعب الجنوبي.

كما تأتي هذه القرارات متزامنة مع الاستعدادات لإحياء الذكرى  ال 62 لثورة الرابع عشر من أكتوبر في الضالع وحضرموت وعموم محافظات الجنوب، والذكرى ال 58 لعيد الاستقلال الوطني في 30 نوفمبر بالعاصمة عدن، ما يضفي عليها بُعدًا وطنيًا عميقًا يربط بين الماضي الثوري والحاضر النضالي.

ويؤكد المراقبون للساحة السياسية أن الرئيس الزُبيدي اليوم يُمثل الرمز السياسي الجامع لإرادة الجنوبيين وطموحاتهم في استعادة دولتهم كاملة السيادة على حدودها المتعارف عليها قبل عام 1990م. فالقرارات التي أصدرها تعيد الثقة بالقيادة السياسية الجنوبية، وتعزز الاصطفاف الوطني في مواجهة محاولات الإقصاء والتهميش والتشويه الإعلامي للجنوب وقضيته العادلة.

إن الجنوب من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً يقف صفاً واحداً خلف قيادته ممثلة بالرئيس الزُبيدي، ليبعث رسالة واضحة للعالم بأن الجنوب صاحب القرار في أرضه، وأن أي محاولة للنيل من هذه القرارات مصيرها الفشل.

وتبرز هذه القرارات حجم التضحيات التي قدمها الشهداء والجرحى في مسار الثورة الجنوبية التحررية، مؤكدة أن دماءهم لم تذهب سدى، وأن الجنوب ماض بخطوات ثابتة نحو الاستقلال وبناء دولته المنشودة.

كما أن البيانات الشعبية والسياسية التي أُعلنت خلال الأيام الماضية، المؤيدة لقرارات الرئيس الزُبيدي، عكست حجم الدعم والالتفاف حول القيادة الجنوبية، وفضحت محاولات الأطراف الأخرى التي تسعى لعرقلة حقوق الجنوب والتشكيك في خياراته المصيرية.

إنها مرحلة جديدة في تاريخ الجنوب الحديث، قوامها القرارات الشجاعة، والإرادة الشعبية الصلبة، والوعي السياسي المتجذر. مرحلة تؤكد أن استقرار الجنوب يبدأ من بناء مؤسسات قوية تستند إلى الكفاءة والشراكة الوطنية التي يحاول دائما أعداء الجنوب كسرها والتشكيك بها. ، وهو ما لاحظناه من ردات فعل للقوى اليمنية بعد هذه القرارات حيث اعتبرتها إنقلابا على الشرعية وصرحت بها بعض الأسماء المحسوبة على الشرعية اليمنية، دون النظر إلى تجاوزات  العليمي رئيس المجلس الرئاسي في إتخاذ عشرات القرارات الأحادية دون الرجوع إلى أعضاء مجلس الرئاسة. ناهيك عن عرقلته للعديد من القرارات وتجميدها. 

وبذلك، فإن هذه القرارات تمثل خطوة استراتيجية على طريق استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة بحدودها ماقبل مايو 1990م ، وكسب تعاطف ودعم الرأي العام الإقليمي والدولي تجاه قضية شعب الجنوب العادلة.

‎#قرارات_الرئيس_الزبيدي_تمثلني