بين ريالين... فلسفة المقارنة بين الكرة والعملة
في نهاية كل موسم، لا تقاس الهزيمة فقط بعدد النقاط، بل بقدرة الكيان على النهوض، على الاعتراف بالخلل وتصحيح المسار هكذا فعل ريال مدريد حين خسر الصدارة، فذهب نحو إعادة البناء، وضم تشافي ألونسو، ليس فقط كمدرب، بل كفكرة، كعنوان للتجديد والانبعاث.
في الجهة الأخرى، ثمة ريال آخر... الريال اليمني، الذي لم يملك رفاهية النهوض، ولا حتى جرأة الاعتراف بالتدهور لم تحرك حكومتنا ساكنًا، ولم تسع خلف "مدرب" قادر على إنقاذ فريق الاقتصاد من الهبوط لم تراجع التشكيلة، ولم تغير الخطة، فاستمرت الخسائر، ولم يطلق الحكم صافرته بعد.
ريالنا اليمني لا يركض في الملاعب، بل يركض نحو الهاوية بلغ اليوم عتبة الـ700 مقابل الريال السعودي، وكأن الزمن صار يسابق نفسه في سباق التضخم، والضحية الوحيدة هو المواطن، ذلك الذي لم يمنح حتى تذكرة دخول لمتابعة اللعبة، بل ألقي به في المدرجات الخلفية يعاني من الغلاء وانهيار القدرة الشرائية.
في كرة القدم، هناك دائمًا موسم جديد. أما في واقعنا الاقتصادي، لا جديد إلا المزيد من الانحدار، لأن الفرق بين الريالين... أن أحدهما يملك إدارة تسعى للفوز، والآخر يتيه بلا إدارة ولا أمل.
عندما يرتفع سعر الدولار، لا يهتم أحد إن كان ريال مدريد قد فاز أو خسر لكن عندما يرتفع سعر الخبز، يصبح كل مواطن حكمًا يرفع بطاقة حمراء في وجه النظام الاقتصادي.
الريال اليمني ينهار، والمواطن يحمل أنقاضه على ظهره؛ أعباء التعليم، الصحة، الكهرباء..
اليمنيون يشجعون بعضهم على الصمود في مباراة لا تعلن نتائجها إلا بالموت أو الهجرة.
ريال مدريد يعيد حساباته، يغير المدرب، يجدد الدماء، يستثمر في النجوم أما "ريالنا"، فما زال حبيس تشكيلة قديمة من السياسات الفاشلة، حيث "الحكومة" تشبه مدربًا عاجزًا يصر على اللعب بنظام لم يعد موجودًا.
الفارق أن الخسارة هنا ليست مباراة تعوض ببطولة جديدة، بل شعب يحاصر بين جوع الأسعار وغياب الحلول.
المواطن اليمني لم يعد يسأل "متى نربح؟"، بل "كيف نبقى أحياء؟".