الرياضة حقّ، والتعليم حقّ، لكن لا قيمة للميداليات إذا تركتم المدارس تموت

الرياضة حقّ، والتعليم حقّ لكنكم جعلتم الأول أولويةً ساطعة وتركتم الثاني يذبل حتى أوشك على الموت، تُعلِنون جوائز وتوزعون مبالغ وتلتقطون صور التكريم للاعبين، وكأن ذلك يكفي لبناء وطن بينما التعليم، الذي يصنع العقول ويخرّج الأبطال قبل اللاعبين، يترك بلا أدنى اهتمام.

ثلاثة أسابيع مرت وأبناؤنا بلا تعليم.

ثلاثة أسابيع من الجهل المفروض عليهم قسرا.

ثلاثة أسابيع والمعلمون يطالبون بأبسط حقوقهم، وأنتم تردون بخطابات تهديد بدلًا من ردّ الحقوق.

أين حقّ التعليم؟ أين المسؤولية التي أقسمتم عليها؟

كيف ترجّحون كفة الرياضة بالميداليات والصور، بينما الأساس يتهاوى تحت أقدامكم؟

اعلموا أن لا رياضة بلا علم، ولا بطولة بلا معلم.

اعلموا أن من علّم الأبطال هو اليوم مهدّد بالجوع والتجاهل، وأن أبناءنا كُتب عليهم الجهل بسبب إهمالكم.

ستُسألون أمام الله عن هذا التقصير، وستسألكم الأجيال القادمة: لماذا خذلتم من علّمكم؟ لماذا جعلتم وطنًا بأكمله يقترب من ظلام الجهل؟

إن كنتم تراهنون على صمت المعلمين، فاعلموا أنهم صامدون، ماضون في المطالبة بحقوقهم مهما بعثتم من رسائل تهديد أو رفعتم من شعارات.

اليمن بلا تعليم وطن مهدّد بالضياع، والتاريخ لن يرحم من قدّم الاستعراض على العلم، ومن ترك جذور الوطن تموت وهو مشغول بقشوره.