حضرموت غير قابلة التسويف 

تعود الحضارم عندما تزوهم شخصية قيادية عالية المستوى مثل الرئيس العليمي او رئيس الوزراء بن مبارك ان تزيّن تصريحاتهم للحضارم بالكلام المنمق الموسوم بالوعود والامال والحديث عن مكانة حضرموت ووضعها في صدارة مواقع الشراكة الوطنية بل والحديث عن السلطة الذاتية التي على حضرموت ان تنالها ..هذا كلام ادمنته الشرعية اليمنية ولم يعد يتحلى بالمصداقية عند الحضارم .

بالعودة لعام 2015 وعند انهيار الدولة وبدأ فرض واقع جديد على الارض تكونت بعض القوى السياسية الجديدة في طول البلد وعرضها و التي قامت ببناء قوات عسكرية بمباركة الشرعية اليمنية والتحالف العربي مع دعم للتسليح وتوفير ميزانيات ورواتب لهذه القوات وفي نفس الوقت تم تجاهل اهمية حضرموت ومساحتها الكبيرة المليئة بالثروات والموقع الجغرافي الممتد مع دول الجوار الشقيقة مع وجود قوات من خارج حضرموت للاحتشاد والتمركز فيها بشكل يستفز ابناء حضرموت غالبا .

ان اللاعيب التي تمارسها الشرعية اليمنية في الحديث عن الحكم الذاتي او اقامة حكم واسع الصلاحيات دون تمكين ابناء حضرموت من حقهم في وجود قوات حقيقية من ابناء المحافظة وتحت سلطة الدولة الشرعية الممثلة بالسلطة المحلية لا يمكن تسويفه بعد ان استنفذ الحضارم مطالباتهم التي تقدموا بها سابقا لكل المحافظين الذين تعاقبوا على السلطة في حضرموت حتى الان ..

لقد حاول مؤتمر حضرموت الجامع التزاما و ايمانا منه بالشراكة الوطنية ان يؤكد على حق حضرموت الغير قابل للتسويف والمماطلة في امتلاك ابناءها حقهم الطبيعي في بناء قواتهم العسكرية على ارض حضرموت - تحت سلطة الدولة الشرعية الممثلة بالسلطة المحلية ويرى ان هذا هو المسلك الوحيد الذي يمكن ان يحقق الشراكة الوطنية الفعلية على ارض الواقع اما دون ذلك ورفض ان تكون لحضرموت قوتها العسكرية انما هو استغلال لحضرموت وهدر لثروة اجيالها وفرض ارادة من خارج حضرموت عليها .

ان من يسعى لان تكون حضرموت طرف فاعل وحيوي في مشروع الدولة وتحظى بمكانتها المستحقة عليه ان يعمل على وجود قوة عسكرية لها اسوة ببقية المكونات لتستطيع حماية الارض والثروة ضمن مشروع الدولة ..