خلية الرعب الفدائية
بقلم: م. جمال باهرمز
في الذكرى ٦٢ لثورة ١٤ اكتوبر المجيدة نترحم على أبطالها وشهدائها وجرحاها ونستلهم من أفعالهم البطولية وأقوالهم الخالدة طريقا للاستقلال الثاني ونصائحا بل وتوجيهات لكي نتعظ من الأخطاء القليلة التي شابت مسيرة نضالاتهم وحتى انتصارهم إلى بلوغ يوم الاستقلال الوطني الأول في بلدنا الجنوب العربي.
رحمة الله تعالى عليهم واسكنهم فسيح جناته واطال الله في عمره من لازال حيا منهم ومده بالصحه والعافيه.
شهادة لله والتاريخ سمعتها من والدي رحمة الله تعالى عليه قال :
( كانت بريطانيا تبحث بشكل هستيري على الثلاثي الفدائي المرعب وهم أكثر فدائيين ارعبوا واوجعوا بريطانيا في شوارع وأحياء عدن وهم ( فرحان، الخضر مسودي، عبدالنبي مدرم) وكانوا من ضمن مجموعة تابعة للقيادة العامة للجبهة القومية وعملياتهم تكون باستمرار بعد التنسيق مع قيادات المجالات التنظيمية في المناطق .
وهؤلاء الثلاثة أيضا يشكلوا خلية فدائية اكبر واسمها خلية العمليات المستحيلة وفيها من كبار المناضلين من امثال علي شيخ عمر ومحمد الحيد وعلي شائع وعباس طاحل الزامكي ( الشهيد عباس ) وآخرين تعمل على مستوى عدن وبقية محافظات الجنوب .
وكان الإنجليز يبحثوا عنهم لأن عملياتهم تسير على نهج ثورتنا وروحها والحفاظ على نسيجها وحاضنتها الشعبية وكانوا حريصين على دماء ابناء عدن والجنوب خاصة ، فكانت أغلب عملياتهم ضد قادة وأفراد ومستعمرات الانجليز ولم يسببوا لنا اي اختلالات في المناطق المسئولين نحن عنها وكل عملياتهم كانت تقر من القيادة العامة وبالتنسيق معنا ( رفد بفدائيين او اشتراك في العمليات أو الاشراف والتخطيط أو دعم لوجستي بمعدات وعمل استخباري).
عكس قلة قليلة من الفدائيين التابعين للقيادة العامة والذين سببوا لنا كثير من الاختلالات والارباك نتيجة تدخلهم في مناطقنا بأعمال فردية واغتيالات لبعض مناضلي المكونات الاخرى وحتى للابرياء من أبناء عدن ومسئوليها في المنظمات المدنية .
وكنا نحذر القيادة العامة في اجتماعاتها من أن هذا سيؤدي إلى حرب أهلية بين فدائيي المكونات الثورية . وقد حصل فعلا ماكنا نحذر منه) .
رحمة الله تعالى عليهم واسكنهم فسيح جناته عاشوا شرفاء وماتوا شرفاء وبنوا دولة مشرقة وقويه رغم دخول خط التطرف الاشتراكي لمجموعة نايف حواتمه وجورج حبش وبعص مناضلي حوشي بقيادة فتاح والشرجبي والذين أساؤوا لهذه الثورة وللجبهة القومية وانحرفوا عن أهدافها وساعدهم في ذلك بعض القيادات الغير متعلمه .
شهادة والدي رحمة الله عليه والذي كان اسمه التنظيمي ( بركات) ولا احد يعرفه باسمه الحقيقي خشيه اكتشافه وخاصة أن عمله في موقع مهم، وشهادته تعتبر وثيقة في السفر النضالي لثورة الجنوب العربي الاكتوبرية لأن والدي كان المسئول التنظيمي للجبهة القومية في البوليس ( البوليس المسلح والبوليس العام) بمنطقتي كريتر وخورمكسر وتحت قيادته ٦٠ فدائي من منتسبي هذا القطاع ومسئول ايضا عن ١٢ فدائي مدني موزعين في خلايا كل خلية من اربعه إلى خمسة فدائيين فقط ولا تعرف الخلية عن الخلية الأخرى اي شي .
وعندما قاد والدي انتفاضة ٢٠ يونيو وكان معه في قيادتها الضباط زملائه العوسجي والعاقل الصالحي منذ الصباح الباكر في كريتر .
دخل بعض مناضلي القيادة العامة للجبهة القومية إلى كريتر ومنهم مجموعة خلية الرعب ،و اجتمعوا في منزل والدي بقيادة الأمين العام للجبهة القومية الشهيد فيصل عبداللطيف بعد المغرب بعد استدعائه وبعد ان شرح والدي تفاصيل الاستيلاء على معسكر ارم بوليس والعقبة والشوارع في كريتر لهم ، تم الإقرار بأن تكون كريتر تحت القيادة العامة للجبهة القومية بقيادة المناضل مدرم وينوبه المناضل سالمين وقد اشترك في الانتفاضة التي دامت ١٦ يوم كثير من مناضلي القيادة العامة والخلايا الفدائية الامنية والمدنية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات والشعب .
وفي اليوم التالي من الانتفاضة تم اغتيال الشهيد البطل مدرم انتقاما لما تسببته الأخطاء الفردية لقلة من المناضلين في القيادة العامة مما سبب حرب أهلية في وقت عصيب .
للعلم والدي تم اعتقاله وتنتيل رتبته ومصادرة فيلته وفيللا اخيه المناضل عمر باهرمز وتم اعتقال والدي مع الرئيس قحطان بسبب رفضه بشده في كل اجتماع تصرفات من تسببوا في الحرب الأهلية بسبب تدخلاتهم الفردية في المناطق ذ.
وحكم عليه بالاعدام ولكن الرئيس سالمين والشهيد باصهيب انقذاه في آخر لحظة.
تم سجنه بعد خروجه من المعتقل ١٧ مره من قبل محسن الشرجبي ولكن لم يتم مسه بسؤء والسبب أن الرئيس سالمين قال لمحسن انت مسئول امامي عن حياة المناضل بركات ( لقب والدي التنظيمي).
ولكن الوالد في السجن وفي سقطرى بالذات شهد اعتقال وتصفية كثير من رفاقه في الثورة بسبب تطرف بعض القادة وعلينا أن نتعظ في الاستقلال الثاني.
١٥- اكتوبر٢٥م