صفعة على وجه التعليم… حين يعتدي طالب على معلّمه!

بقلم : نجيب الداعري

في مشهد يهز الضمير ويدق ناقوس الخطر، شهدت إحدى مدارس مديرية المنصورة أمس حادثة مروّعة تمثلت في اعتداء طالب على أحد معلميه داخل أسوار المدرسة، في سابقة خطيرة تعد طعنة في قلب العملية التعليمية وامتهانًا لمقام المعلّم الذي كان ولا يزال رمزًا للعلم والهيبة.

المعلّم الذي تعرض للاعتداء ليس موظفًا مترفًا ولا صاحب امتيازات، بل رجل يؤدي رسالته النبيلة منذ سنوات بلا راتب رسمي، يواجه قسوة الحياة بصبر وإصرار، ثم يُكافأ على وفائه بصفعة من طالب يفترض أن يكون أول من يقدّر جهده! أي رسالة هذه التي تُوجَّه للأجيال حين يصبح المعلّم – صانع العقول – عرضة للضرب والإهانة داخل فصله؟

الغضب اجتاح الأوساط التربوية وأولياء الأمور، والنداءات تعالت للمطالبة بإنزال أشد العقوبات بحق الطالب المعتدي، من فصله الفوري ومنعه من أي مؤسسة تعليمية في عدن، إلى إحالة القضية للنيابة لتأخذ العدالة مجراها، حتى يدرك الجميع أن هيبة المعلّم خط أحمر لا يُمكن تجاوزه.

ورغم تداول أنباء عن وساطات وتحكيم قبلي لإنهاء القضية، إلا أن الأصوات الغيورة على التعليم تصرخ: لا للتسويات! فالتهاون هنا يعني فتح الباب لجرائم قادمة، ويزرع في عقول المراهقين فكرة أن كرامة المعلّم يمكن المساومة عليها.

إن ما حدث ليس مجرد خلاف عابر بين طالب ومعلّم، بل جرس إنذار لمجتمع بأسره. فحين تُهان كرامة المعلّم، تنهار القيم، ويُهدَّد مستقبل الأمة. المطلوب اليوم موقف صارم، قانون يطبّق بلا تردد، وحملة مجتمعية تعيد الاعتبار للمعلم، بدءًا من حفظ حقوقه المعيشية، وانتهاءً بتربية الأبناء على احترام من يحمل شعلة العلم.

ختاما,, فلتكن هذه الحادثة علامة فارقة، تذكّر الجميع بأن المعلّم هو حصن القيم، وأن من يمد يده عليه إنما يمدها على مستقبل وطن بأسره. وهيبة التعليم لن تُصان إلا بصرامة لا تعرف التسامح مع من يعبث بها.