قمة المناخ 2025 بالأمم المتحدة .. محطة حاسمة على طريق مؤتمر المناخ COP30 في البرازيل

قمة المناخ 2025 بالأمم المتحدة .. محطة حاسمة على طريق مؤتمر المناخ COP30 في البرازيل

(أبين الآن) متابعات

الفيضانات في جنوب آسيا، وحرائق الغابات في أمريكا الشمالية، وموجات الحر القياسية في أوروبا، كلها تؤكد ما حذّر منه العلماء منذ سنوات: تغيّر المناخ يتسارع بوتيرة تفوق الاستجابة السياسية.

وفي هذا السياق، يعقد الأمين العام للأمم المتحدة قمة مناخية خلال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة، لحث الدول على رفع تعهداتها المناخية قبل مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «COP30» المقرر في نوفمبر المقبل بمدينة بيليم البرازيلية.

تعقد القمة اليوم في مقر الأمم المتحدة، وصُمّمت لتكون منصة انطلاق نحو «COP30».

بخلاف المفاوضات الواسعة في مؤتمرات المناخ، تُعد هذه الفعالية لقاءً عالي المستوى موجّهًا يضم رؤساء دول وحكومات وقادة أعمال ومجتمع مدني لتقديم تعهدات وخطط مناخية وطنية جديدة.

COP30- مؤتمر المناخ في بيليم - البرازيل

COP30- مؤتمر المناخ في بيليم – البرازيل

تحرك جريء للعقد المقبل

يؤكد المنظّمون أن القمة تحمل تكليفًا واضحًا: على أطراف اتفاق باريس – الاتفاق التاريخي لعام 2015 بشأن تغيّر المناخ – تقديم مساهمات وطنية محدَّدة جديدة أو محدَّثة تعكس «تحركًا جريئًا للعقد المقبل».

وقد شدد الأمين العام أنطونيو غوتيريش على أن التعهدات الحالية غير كافية، وأن نسبة قليلة فقط من الدول الأعضاء لديها مساهمات وطنية محدثة لعام 2025.

وتشير أرقام اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ إلى أن الخطط الوطنية الحالية ستخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 2.6% فقط بحلول 2030 مقارنة بمستويات 2019، بينما المطلوب وفق العلماء هو خفض بنسبة 43% للحفاظ على ارتفاع الحرارة دون 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

لذلك تمثل القمة نقطة ضغط وفرصة في آن واحد. فالقادة مطالبون ليس فقط بإعادة تأكيد التزاماتهم، بل بإعلان مساهمات وطنية جديدة وشرح كيفية تنفيذها ومواءمتها مع تسارع التحول نحو الطاقة النظيفة.

إنتاج الغذاء يواجه تحديات التغير المناخي

إنتاج الغذاء يواجه تحديات التغير المناخي

لماذا الآن؟

تزداد أهمية القمة بفعل حقائق علمية وسياسية. فقد أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن عام 2024 كان الأشد حرارة على الإطلاق بمتوسط 1.6 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

في الوقت نفسه، يشهد المشهد السياسي الدولي انقسامًا متزايدًا.

انسحبت الولايات المتحدة من اتفاق باريس مطلع عام 2025، رغم كونها من أكبر المسبّبين التاريخيين للانبعاثات، ما أثار تساؤلات لدى الدول النامية حول مصير التمويل المناخي الموعود.

ومع ذلك، هناك زخم حقيقي. فقد تجاوزت استثمارات الطاقة النظيفة 2 تريليون دولار في 2024 متخطية الوقود الأحفوري لأول مرة، كما يكتسب مقترح «معاهدة حظر انتشار الوقود الأحفوري» زخماً.

وستختبر القمة قدرة هذه الاتجاهات الإيجابية على التوسع.

تغير المناخ يدمر البنية التحتية

قراءة ما بين السطور

القمة ليست جلسة تفاوضية، لكنها ستحدد ملامح مؤتمر «COP30» في بيليم. وقد وعدت البرازيل بجعل ذلك المؤتمر منصة للعدالة المناخية وحماية الغابات والطاقة المتجددة، إلا أن نجاحه يعتمد على ما سيحدث في نيويورك هذا الأسبوع.

ويراقب المراقبون ثلاثة مؤشرات رئيسية: هل ستأتي الدول الكبرى بخطط تغلق فجوة الانبعاثات؟ هل سيُزاد التمويل المناخي إلى ما يتجاوز التعهدات الرمزية، خصوصًا لصندوق الخسائر والأضرار الذي لم تتجاوز تعهداته 789 مليون دولار حتى الآن؟ وأخيرًا، هل سيعترف القادة بأن التوسع في الفحم والنفط والغاز يتعارض مع أهداف اتفاق باريس؟

دون تقدم في هذه الجبهات، يخشى أن يتحول «COP30» إلى ساحة جديدة لخيبة الأمل.

الطاقة المتجددة مقابل الوقود الأحفوري

الطاقة المتجددة مقابل الوقود الأحفوري

رهانات عالية

بالنسبة للأمين العام، الأمر يتجاوز الإجراءات الشكلية؛ إنه يتعلق بإعادة بناء الثقة في التعددية في زمن الانقسامات العالمية، وإظهار أن العمل المناخي يمكن أن يحقق مكاسب اقتصادية واجتماعية.

وتشير الأمم المتحدة إلى فرص خلق وظائف وتحسين الصحة وتعزيز أمن الطاقة المرتبطة بالتوسع في الطاقة النظيفة.

ومع ذلك، يبقى الأمر بالنسبة للمجتمعات المتضررة في باكستان والهند، أو للمزارعين في القرن الأفريقي الذين يواجهون الجفاف، مسألة بقاء لا فرصة. الفجوة بين آثار المناخ والاستجابة السياسية لم تكن أوسع مما هي عليه اليوم.

خطر تغير المناخ

من الأقوال إلى الأفعال

قمة الأمم المتحدة للمناخ في سبتمبر 2025 ليست بديلًا عن مؤتمر «COP30»، لكنها قد تكون حاسمة بالقدر نفسه. فهي ساحة يمكن للقادة فيها إعادة ضبط الطموح وتعزيز المصداقية وبناء الزخم نحو البرازيل.

إذا نجحت في تحقيق تعهدات جديدة جريئة، وتمويل موثوق، وتوجه واضح بشأن الوقود الأحفوري، فقد تسهم في إنقاذ وعد اتفاق باريس.

خطر المجاعات والتدهور في الدول النامية

خطر المجاعات والتدهور في الدول النامية

حوارات الحلول

إلى جانب خطابات رؤساء الدول، ستشهد أسبوع الجمعية العامة جلسات «حوارات الحلول» – لقاءات موضوعية تجمع الحكومات المحلية والأعمال والمجتمع المدني مع القادة الوطنيين.

وستغطي هذه الجلسات خمسة محاور أساسية:

التخفيف: استراتيجيات للتخلي عن الوقود الأحفوري وتسريع نشر الطاقة المتجددة.

التكيف: تعزيز القدرة على الصمود في وجه الفيضانات والجفاف وموجات الحر.

التمويل: توسيع التمويل المناخي للدول النامية بالمنح لا القروض.

نزاهة المعلومات: مكافحة التضليل وتحسين شفافية بيانات المناخ والإبلاغ عنها.

قضايا متقاطعة أخرى: من النظم الغذائية إلى الانتقال العادل.

وستغذي أبرز النتائج والإعلانات هذه الجلسات في «ملخص الرئيس» الذي سيُعرض في الجلسة الختامية اليوم 24 سبتمبر.

الأرض لديها مجال كهربائي على مستوى الكوكب