العميد الركن طيار أحمد العبار… طائر السماء الذي لم تنصفه الأيام
بين دفاتر الطيران العسكري وذاكرة الوطن يظل اسم العميد الركن طيار أحمد العبار حاضرًا بقوة كأحد أعمدة سلاح الجو اليمني ورجاله المخلصين الذين وهبوا حياتهم خدمة للسماء وحمايةً للأرض لم يكن مجرد طيار عادي بل كان مدرسة في المهارة والانضباط ورمزًا للتفاني في أداء الواجب حتى لُقّب بين زملائه بـ ملك الهبوط وهي شهادة لا يمنحها الطيارون إلا لمن بلغ القمة في الكفاءة والاحتراف.
بداية المشوار من لودر الباسلة و الأبية خرج أحمد العبار حاملًا أحلام الطفولة وأماني الشباب ليشق طريقه في خدمة الوطن التحق مبكرًا بالقوات الجوية ثمانينات القرن الماضي في الاتحاد السوفييتي سابقا حيث خضع لدورات تدريبية قاسية داخل الوطن وخارجه وتميز بين رفاقه بسرعة البديهة وصلابة الإرادة. كان يؤمن أن الطيران ليس مجرد مهنة بل رسالة سامية تتطلب انضباطًا عاليًا وتضحية بلا حدود.
ملك الهبوط وصديق الأجيال في مسيرته الطويلة نفّذ العبار
عشرات المهام العسكرية بعضها في ظروف صعبة تتطلب جرأة ودقة نادرة اشتهر بين رفاقه بقدرته الفريدة على التعامل مع المواقف الحرجة في الجو، فكان مثالًا للثبات والهدوء تحت الضغط ومع ذلك، ظل متواضعًا قريبًا من الناس لا يعرف الغرور إلى قلبه طريقًا فجمع بين حزم العسكريين ورقة الإنسان.
الوفاء في زمن قلّ فيه الوفاء وتغيرت خطئ الحياة اليوم
وبعد أن تغيّرت الأحوال وتبدلت الموازين كتب عنه صديقه الوفي زكي اليافعي مقالًا مؤثرًا استحضر فيه ذكريات العمر من صنعاء إلى لودر، وأعاد إلى الواجهة صورة الطيار الذي أعطى الكثير ولم ينل ما يستحق من تقدير كلمات زميله اليافعي لامست شغاف القلوب وأثارت تعاطف أبناء اليمن من مختلف المناطق الذين بادروا بالتفاعل والدعاء للعبار، معتبرين أن الأوطان لا تنهض إلا بتقدير رجالها الأوفياء.
دعوة للتكريم ورد الاعتبار
إن ما طرحه اليافعي من مقترح تكريم أحمد العبار ليس مجرد أمنية شخصية بل مطلب وطني جامع فالمؤسسة العسكرية ممثلة بوزارة الدفاع مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى للاعتراف بجهود طياريها وقادتها الذين صنعوا الأمجاد بصمت إقامة حفل تكريم للعميد أحمد العبار ورفاقه من الطيارين لن يكون مجرد احتفال عابر، بل رسالة وفاء ورد اعتبار لكل المهمشين الذين خدموا الوطن بعرقهم وتضحياتهم.
كلمة وفاء لكل من ترك اثرا طيبا في تاريخ الوطن ورحم الله كل الطيارين الذين رحلوا وهم يحملون شرف الدفاع عن سماء الوطن ونسأل الله أن يمنّ على العميد الركن طيار أحمد العبار بالصحة والعافية وأن يرفع عنه الهمّ والكرب، ويكتب له من السعادة ما يليق برجل عاش عمره مخلصًا سيبقى العبار شاهدًا أن الاوطان تُبنى بسواعد الرجال وأن الوفاء مهما تراجع لا بد أن يعود ليُنصف من يستحقون.