الدول الغنية تهدر كميات أكبر من الطعام لكل فرد.. 132 كجم للفرد سنويًا

(أبين الآن) متابعات
هدر الطعام
البرازيل والصين والهند في بؤرة ارتفاع هدر الطعام.. التوسع في سلاسل التبريد يحتاج لبرامج توعية للمستهلكين
يهدر الفرد عالميًا نحو 132 كيلوجرامًا من الطعام سنويًا، ويواصل هذا الرقم الارتفاع.
ورغم أن الدول الغنية تهدر طعامًا أكثر للفرد، فإن ورقة رأي نُشرت في دورية «Cell Reports Sustainability» أوضحت أن التحضر والتوسع الاقتصادي يزيدان هدر الطعام في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
ويؤكد الباحثان إميليانو لوبيز باريرا ودومينيك فييرا من جامعة تكساس الزراعية أن كبح هدر الطعام يتطلب مبادرات سياسية وهيكلية مثل تحفيز المتاجر والمطاعم على التبرع بالطعام، وتثقيف المستهلكين لتعزيز الشراء الذكي وتحسين تخزين الغذاء.
وحذّر الباحثان من أن استمرار الهدر في الدول النامية والمتوسطة الدخل قد يرسخ أنماط استهلاك غير مستدامة ذات آثار خطيرة على الأمن الغذائي والصحة العامة والاستقرار البيئي.
وأشارا إلى أن الاستثمارات الاستباقية في سلاسل التبريد، وقوانين التبرع بالطعام، وحملات التوعية يمكن أن تسهم في تشكيل سلوكيات مجتمعية مسؤولة قبل أن يترسخ الهدر.
هدر الطعام
هدر الطعام عالميًا ارتفع 24%
وبحسب تقرير صدر عام 2024، ارتفع هدر الطعام عالميًا بنحو 24% بين عامي 2004 و2014.
ورغم أن الدول الغنية ما زالت تهدر طعامًا أكثر، فإن معدلات الهدر أصبحت أكثر تقاربًا عالميًا؛ إذ لم يعد الفرق يتجاوز 7 كيلوجرامات للفرد بين البلدان مرتفعة الدخل ومتوسطة الدخل.
ويرى الباحثان أن هذا التقارب سببه ارتفاع الهدر في دول مثل الصين والهند والبرازيل التي تشهد نموًا اقتصاديًا وتحضرًا سريعًا.
فالتحضر يغير أنماط التسوق والاستهلاك، إذ يتيح الوصول إلى المتاجر الكبرى والتبريد المنزلي، ما يشجع على شراء أطعمة قابلة للتلف بكميات أكبر من الحاجة.
وتُظهر البيانات أن الأسر الحضرية تولد هدرًا أكبر مقارنة بالأسر الريفية التي تعيد استخدام الطعام المتبقي.
كما أن المتاجر الكبرى نفسها تهدر كميات ضخمة؛ ففي البرازيل أبلغت سلاسل السوبر ماركت عن خسائر بلغت 6.7 مليار ريال (1.2 مليار دولار) بسبب هدر الطعام في عام 2018.
وأدى توسع التبريد أثناء النقل إلى تغيير أماكن وزمان حدوث الهدر، بحيث يُهدر المزيد من الطعام في المنازل.
هدر الطعام
توسع سلاسل التبريد ببرامج تثقيف للمستهلكين
ويؤكد الباحثان ضرورة مرافقة توسع سلاسل التبريد ببرامج تثقيف للمستهلكين حول التخزين السليم، وتحديد الحصص، والتخطيط المسبق لتفادي نقل عبء الهدر إلى الأسر الحضرية من الطبقة المتوسطة.
ويخلص الباحثان إلى أن تقليص هدر الطعام يتطلب تعاونًا بين الحكومات وتجار التجزئة والمُنتجين والمؤسسات البحثية والمجتمعات والأفراد.
ويقترحان تنفيذ حملات توعوية تركز على التحكم في الكميات، وإعادة استخدام بقايا الطعام، وحوافز لتشجيع التسميد والاستخدامات البديلة للطعام الزائد، ومبادرات لمشاركة وتبرع المجتمع بالطعام.
كما يشددان على دمج استراتيجيات الحد من الهدر ضمن جهود الاستدامة والعدالة الأوسع نطاقًا، داعين إلى استراتيجية عالمية أكثر شمولًا تُبنى على تدخلات سياساتية خاصة بكل بلد أو منطقة لتعزيز نظم غذائية أكثر استدامة.