مطلع شيخ المطالع أيقونة التراث الأصيل وملتقى الأحباب

تستعد حافة حوطة أحمد بن زين وضواحيها للألعاب الشعبية (الشبواني) لإقامة الطلع السنوي لعام 1447هـ / 2025م وهو واحد من أبرز الموروثات الثقافية والاجتماعية التي يحرص أبناء المنطقة على إحيائها حفاظًا على أصالة التراث وتعزيزًا لأواصر المحبة والتلاحم في اجواء من الفرح والتآزر بين الأهالي وحفاظًا على الموروث الشعبي الأصيل بالأهازيج والالعاب الشعبية التي تعكس هوية حضرموت الثقافية .

في قلب حوطة أحمد بن زين يتربع "شيخ المطالع" كأيقونة تراثية متجددة لما يحمله من قيمة تاريخية ومكانة وجدانية عابرة للأجيال ليس مجرد مطلع تُنثر فيه الأشعار أو تُنشد فيه الأهازيج بل هو ملتقى ذاكرة جماعية تختزل في طياتها قصص المحبة والوفاء ونغمات الطرب الشعبي الأصيل .

منذ القدم ارتبط هذا المطلع بمناسبات دينية واجتماعية حيث يلتقي الناس على الزيارات المجتمعية والايقاعات التراثية والأصوات الشجيّة ليتردد صدى الأهازيج هُنا وهناك معلنًا عن بدء ليالٍ عامرة بالفرح تتداخل ابيات الشعر بالغناء ويتلاقى الموروث الشعبي مع البُعد الاجتماعي فيخلق حالة من الانسجام لا يعرفها إلا من عاش لحظاتها فيمكن أن نقول إنها مناسبة ليست كغيرها بل هي مساحة للتجديد والاعتزاز بالتراث وتعزيز الروابط بين الأجيال .

وتتميّز حافة حوطة أحمد بن زين بأنها ليست مجرد فرقة للألعاب الشعبية الشبواني بل هي مدرسة فنية وثقافية خرّجت أجيالًا من الشعراء التي ما زالت تحفظ للمدينة هويتها الأصيلة لذلك استحقت أن تُلقب مطلعها بـ "شيخ المطالع" لأنه ظلّ على مر السنين شامخًا يقود المشهد الفني الشعبي في المنطقة ويغذيه بالروح والبهجة .

إن زيارة هذا المطلع تشبه الغوص في بحرٍ من الأصالة حيث يختلط عبق الماضي بجمال الحاضر وحيث يجد الزائر نفسه أمام لوحة فنية حيّة تتجدد مع كل نغمة وصوت هو وعدٌ دائم بأن التراث الحضرمي ليس مجرد ذكرى بل حياة متدفقة تُروى وتُعاش ونافذة تطل منها الأجيال على مجدٍ لا يزول .