صابر بين المطار والميناء

صابر بين المطار والميناء

(أبين الآن) خاص

قصة قصيرة
بقلم أ/ اندى حسن 

صابر، موظف حكومي، له أربعة شهور ما شاف راتب.  
كل صباح يمر من جنب مطار عدن، يشوف الطيران شغّال، ناس داخلة وناس خارجة، ويهمس لنفسه:

 "طيب يا مطار، من ذا اللي يستفيد منك؟ أنا ما سافرت إلا في خيالي."

بعدها يتجه صوب الميناء، يشوف الحاويات تتفك، البضائع تتوزع، الضرائب تُجبى، الجمارك تُحسب، الجبايات تُجمع، القات يُباع، والسيارات تمشي… وكل شي يتحرك، إلا راتبه.

يسأل نفسه وهو يطالع الزحمة:

 "إذا ذا كله مش للشعب، طيب لمن هوه؟"

يروح السوق، يشتري خمير بالدين، والبائع يسأله: "تسدد آخر الشهر؟"  
يرد صابر وهو يضحك:

 "أنا مش زعلان من الحكومة عشان ما دفعت، أنا زعلان لأنها ما شرحت لي ليش!"

وفي لحظة يأس ممزوجة بالأمل، قرر صابر يطلب الله ويفتح مشروع جديد.  
جاب صندوق خشب من بيته، جلس عالرصيف، وعلّق لوحة مكتوب فيها:

 "مكتب مفسّر حكومي"  
 شعارنا: نفسّر لك ليش ما في راتب، بس بدون ضمانات... ولا سهان.