عن اقتحام صحيفة عدن الغد
أي تصرفات انتقامية متسرعة وإن كانت محقة، دائما ما يكون نتائجها سلبية لأن الأسلوب فيها غالبا يكون غير مقبول، وبالتالي تدخل في إطار معالجة الخطأ بالخطأ.
فاقتحام صحيفة عدن الغد، والتحقيق مع فتحي بن لزرق لساعات -وإن كانت تصرفات فردية- وردة فعل الرأي العام، وإدانة ذلك من أعلى سلطة في العاصمة عدن، وإصدار توجيه رسمي، مثال حي.
صحيح نختلف معه سياسيا، لكن الاختلاف لا يفسد للود قضية، وأن أكبر انتصار على الخصم هو احراجه بالمعاملة الراقية، والإجراءات القانونية الرسمية، دون ترك ثغرة قانونية، ومتى لم يمتثل لتلك الإجراءات، حينها القوة الخيار الأنسب.
فالتصرف بعقلانية وفقا للقانون، والأسلوب الراقي، تفوت الفرصة على كل من يحاول الاصطياد في الماء العكر.
ما أحوجنا إلى دورات مكثفة لجميع إدارات الدولة سوا مدنية أو عسكرية تصب في نفس الموضوع، لبناء شخصيات مسؤولة تعكس صورة حسنة عن كيفية التعامل وفقا للقانون، وتثبت للرأي العام أننا نملك رجال دولة، تفهم أهمية التصرف الراقي، وعواقب التصرفات الارتجالية وتأثيرها على القضايا العادلة.
في الأخير أي تصرفات انتقامية متسرعة، تسيئ لسالكها وتشرخ في الجهة الداعمة له، بينما الأسلوب الراقي يرفع صاحبه، والجهة التي يمثلها.
ودمتم في رعاية الله