محافظ أبين صمود وتحديات
أحمد المدحدح
كتب ا/حمد المدحدح الجفري .
محافظة أبين، تلك المحافظة الجنوبية التي تتميز بتكوينها الاجتماعي الفريد وقبائلها المتنوعة، والتي تجعل من إدارتها تحديًا كبيرًا لأي قائد. ورغم ما تعرضت له من مآسي وجراح على مر التاريخ، إلا أن رجالها وأبناءها يقفون صامدين، يعملون على تجاوز المحن والبناء من جديد.
إن محافظ أبين الحالي، سيادة اللواء ركن أبوبكر حسين سالم، لم يتولّ قيادة المحافظة نتيجة حسابات سياسية أو قسمة قوى، بل جاء من ميدان القتال، حيث قاد قوة محاربة المليشيات الحوثية التي كانت تهدد عدن ومحافظة أبين. لقد أثبت نفسه كقائد عسكري شجاع، يعرف قيمة التضحية من أجل العزة والكرامة.
تولى المحافظ قيادة محافظة أبين في ظل ظروف استثنائية، بعد أن تعرضت المحافظة لدمار كبير على يد العصابات الإرهابية في عام 2011، ثم حرب 2015 التي أضافت المزيد من المعاناة للناس. ورغم كل هذه التحديات، عمل المحافظ على إعادة الحياة إلى المحافظة، حيث عاد الناس من النزوح، وبدأت المرافق والمصالح الحكومية في العمل من جديد بعدما. كانت مرافقها تدار من داخل عدن وبعض. المكاتب متنقله كانت عبارة عن أكياس علاقي.
إن جهود المحافظ سيادة. اللواء. ابوبكر حسين في إعادة إعمار المحافظة وإعادة تشغيل المرافق الحكومية لا يمكن إنكارها، رغم أن البعض قد ينتقدونه ويتهمون بالتقصير في بعض الجوانب. لكن الحقيقة أن المحافظ يعمل في ظروف استثنائية، ويواجه تحديات كبيرة، ومع ذلك فقد استطاع أن يحقق إنجازات كبيرة.
إن محافظ أبين رجل بمعنى الكلمة، لم يعتقل أحدًا ولم يحارب حرية الرأي، بل تجاوز معادات من ينتقدونه ويتهمونه اتهامات بلا دليل. والأهم من ذلك، أنه لم يستولي على أراضي وممتلكات عامة، وهذا ما يميزه عن بعض القيادات في محافظات أخرى.
في ظل هذه الظروف الصعبة، يظهر محافظ أبين كقائد حقيقي، يعمل بجد وجهد كبيرين لإعادة بناء محافظته وإعمارها. إن جهوده واضحة وملموسة على أرض الواقع، وهو ما يستحق عليه التقدير والاحترام.
أود أن أضيف تجربة شخصية تعكس مدى التزام المحافظ بقيم العمل والتواصل. لقد تواصل معي شخصيًا هاتفيًا لمنعي من تقديم استقالتي، رغم أنني كنت مديرًا لإدارة مستشفى في مديرية، وليس مديرًا عامًا في مكاتب تنفيذية. هذا التواصل الشخصي مع شخص في موقعي يدل على اهتمامه البالغ بكل فرد في المحافظة، وعلى استعداده للعمل على حل المشاكل بشكل مباشر.
هذا المحافظ يمتاز بتواصله الفعّال واهتمامه بكل التفاصيل، سواء في عاصمة المحافظة أو في المديريات. يعمل جاهدًا على معالجة القضايا والتحديات، رغم أنه قد يشعر أحيانًا بالعجز عن تحقيق كل الطموحات بسبب نقص الدعم المركزي للمحافظة.
علينا أن ندرك، كأبناء أبين، أن المحافظ غير قادر على تحقيق كل ما يريده في ظل عدم وجود دولة قوية، حيث كل فريق لديه قواته وآلياته الخاصة، مما يزيد من تعقيدات الوضع. رغم الظروف الصعبة التي تعاني منها محافظة أبين، إلا أن المحافظ يعمل بكل ما في وسعه لتحقيق الاستقرار والتنمية.
إننا، كأبناء لهذه المحافظة، يجب أن نتجاوز خلافاتنا ونعمل معًا من أجل مصلحة أبين، ووضع مصالح المحافظة فوق الحسابات السياسية الضيقة. أبين أكبر من كل الخلافات والصغائر، ويجب أن نعمل جميعًا لخدمتها وبنائها.
ونقول للمحافظ ولأي شخص يريد أن يوصف المحافظ سيادة اللواء ركن أبوبكر حسين: لا ترهق نفسك بالشرح، فمن أراد أن يراك سيئًا سيراك حتى ولو كان كفيفًا.
