صرخة في وجه التفاوت والظلم بين شبعان وجائع.. تختبئ صرخة الإنسانية
بقلم: صفاء المليح
في كل زاوية من هذا العالم، تتجلى صور متناقضة تجعل القلب يئن من الوجع. ناس تنعم بالراحة والرخاء، وناس ترزح تحت ثقل الهم والغم. ناس تتلاعب بالمال لعبًا، وناس تبحث عن لقمة تسد بها رمقها. بين موائد عامرة بالترف، وأفواه جائعة تموت في صمت، تتجسد أقسى صور التفاوت الاجتماعي والإنساني.
هذه المفارقات ليست مجرد أرقام أو مشاهد عابرة، بل هي حقيقة يومية تعيشها البشرية. ينام البعض على الوسائد الوثيرة في قصور شاهقة، بينما يبيت آخرون على أرصفة الطرقات يبحثون عن دفء مفقود. يضحك البعض من وفرة ما بين أيديهم، بينما يبكي آخرون من عجزهم أمام صرخات أطفالهم الجوعى.
السؤال المؤلم الذي يتردد في قلوب المقهورين: إلى متى يا رب والناس تعاني؟
إلى متى ستظل الفجوة بين الغني والفقير تتسع، وبين الشبعان والجائع تكبر، وبين المترف والمحروم تتعمق؟
لكن وسط هذا الظلام، يبقى الأمل في عدل الله الذي لا يغفل ولا ينام. يبقى اليقين أن هذه الحياة ما هي إلا دار ابتلاء، وأن يومًا قادمًا سيُرفع فيه الظلم، وتُوزن فيه الأعمال بالعدل الإلهي الذي لا يخطئ.
إلى أن يحين ذلك اليوم، تبقى مسؤوليتنا كبشر أن نكون رحماء، أن نمد أيدينا للضعفاء، وأن نحاول سد فجوة القسوة التي صنعها الطمع واللامبالاة.
فالعالم لا يُصلحه مال الأغنياء وحده، ولا يُغيّره فقر الفقراء فقط، بل تصلحه قلوب تعرف معنى العدل والرحمة، وتدرك أن قيمة الإنسان لا تُقاس بما يملك، بل بما يمنح.
---
✍️ بقلم: صفاء المليح