في يوم المعلم العالمي .. واقع تعليمي يتطلب خطوات جدية

يصادف اليوم الخامس من أكتوبر اليوم العالمي للمعلم، وهو موعد تحتفل به معظم دول العالم، تقديراً لدور المعلم في بناء المجتمعات وصناعة الأجيال.

وفي واقعنا، يأتي يوم المعلم في ظل معاناة حقيقية، يعانيها المعلمون، أبرزها تدني المرتبات، وغياب الحقوق، وانقطاع الرواتب لفترات طويلة، وآخرها انقطاعها لأكثر من ثلاثة أشهر. وعلى المستوى الاجتماعي، أصبح فئات واسعة في المجتمع لا تدرك أو تتجاهل قيمة ومكانة المعلم، حيث لم يعد يُمنح التقدير والاحترام الذي يستحقه، حتى وإن كان من الناحية المعنوية.

إن واقع المعلم هو جزء من واقع التعليم الراهن الذي يمكن وصفه بـ"المدمّر". وهذا التدمير ليس وليد اللحظة، بل نتاج عقود من التهميش والإهمال وسياسة التجهيل التي تعرضت لها الأجيال والمؤسسات التعليمية، حتى تحوّلت مهنة التعليم من رسالة إنسانية نبيلة إلى مجرد وظيفة. ويأتي هذا نتيجة الممارسات الخاطئة المتراكمة على مدى سنوات، وتحديدًا منذ التسعينيات.
ومعالجة هذا الواقع تتطلب قرارًا سياسيًا صارمًا، وخطوات جدية ضمن خطة إصلاح شاملة للقطاعات المختلفة. 

وفيما يخص التعليم فإنه يتطلب - بالإضافة إلى ذلك - أدوارًا متكاملة من الجهات المعنية ومؤسسات التنشئة والمجتمع، وفق أولويات واضحة. والبداية تكون في استشعار خطورة تدهور التعليم، وبعد ذلك الشروع في الإجراءات العملية باحتواء أزمة التعليم والحد من تأثيراتها، ثم معالجتها وفق مراحل وخطوات مدروسة (خطوة بخطوة)، بما يتوافق مع الإمكانيات والواقع الراهن، لكون المعالجة ليست بالأمر السهل، إذ إن إرث التدمير متراكم ومضاعف ويتطلب سنوات.