إلى اصحاب المشاريع الورقية.. الانتقالي أمل شعب ومشروع دولة
أكثر من ثماني سنوات مرت على تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي كمشروع سياسي يحمل أمل شعب ومشروع وطن ودولة ومكون جامع لجميع القوى السياسية والمجتمعية المؤمنة بالتحرير والاستقلال. منذ ولادة هذا الكيان لم تتركه سهام النقد والتشكيك والتشويه والتشهير بمشروعيته ومشروعه الوطني الجنوبي. الانتقالي كان متوقع ردة الفعل هذه من قوى الاحتلال اليمني ومن سار في فلكهم من إخوتنا الجنوبيون بقصد أو بدون قصد. ولإسقاط ذلك المجلس شكلوا مكونات ورقية وجيش من الذباب الإلكتروني وآلة إعلامية ضخمة للنيل من الانتقالي وقيادته وعملوا على تزوير وقلب الحقائق والتشكيك في مصدر المعلومات التابع للانتقالي في محاولة بائسة للتشويش على المواطن وخلق حالة من عدم الثقة بين المجلس وأبناء شعب الجنوب. ثماني سنوات من عمر الانتقالي وهذه الحرب المستعرة ضد الانتقالي ومشروعه الوطني لم تهدأ. وهنا دعونا نتوقف قليلًا أمام بعض الحقائق وقراءتها والتمعن فيها بشكل جيد لمعرفة من هو الانتقالي ومن هؤلاء المتربصون به.
أولًا: الانتقالي استطاع تشكيل نواة للعمل السياسي والاجتماعي المؤسسي والمنظم رأسيًا وأفقيًا وحقق نجاحًا لم تحققه أي من المكونات السياسية الأخرى في الساحة اليمنية والجنوبية بشكل عام. في المقابل، ماذا حققت تلك المكونات الورقية على الأرض؟ فقط منصات إلكترونية تدار من الخارج.
ثانيًا: عمل المجلس الانتقالي على تشكيل دوائر مدنية في إطاره السياسي استطاع من خلالها الوصول إلى غالبية أبناء الشعب لتقديم الخدمات ووسائل الدعم الممكنة في حدود الإمكانيات المتاحة، وحقق بذلك نجاحًا مذهلًا. فمن خلال تلك الدوائر أصبح المواطن ينظر للانتقالي كمشروع دولة وليس كيانًا سياسيًا.
ثالثًا: قام بتشكيل قوات عسكرية وأمنية متدربة استطاعت خوض معارك على أكثر من جبهة عسكرية وأمنية وحققت انتصارات متتالية في جميع تلك الجبهات ونالت بذلك إشادات إقليمية ودولية مقارنة بحجم الدعم المتدني الذي تتلقاه مقارنة بما يسمى الجيش الوطني والدعم العسكري واللوجستي الذي يتلقاه ولم يحقق أي انتصار يذكر في أي جبهة على مليشيات الحوثي.
رابعًا: انتزع اعترافًا دوليًا وإقليميًا بمشروعه الوطني الجنوبي الذي ينادي به في التحرير والاستقلال من خلال مشاورات الرياض وتشكيل إطار تفاوضي خاص لقضية شعب الجنوب. وكان دخوله في الحكومة والرئاسة اليمنية كضرورة سياسية تستدعيها المصلحة العليا لشعب الجنوب والقوى الإقليمية والدولية التي أكدت ضرورة مشاركة الانتقالي في صناعة القرار السياسي اليمني والجنوبي بشكل خاص من خلال مفاوضات الحل النهائي للأزمة والصراع اليمني.
خامسًا: استطاع الانتقالي من إيصال قضية شعب الجنوب إلى جميع المحافل الدولية والإقليمية وطرحها على طاولة النقاش وبقوة، وقد بدأت مواقف التأييد الدولية تتوالى تباعًا لقضية شعبنا لتحديد مصيره، وكان آخرها مجلس البرلمان البريطاني الذي دعا صراحة إلى ضرورة دعم تطلعات شعب الجنوب في تحديد مصيره.
هذه الفترة الزمنية القصيرة التي حقق فيها الانتقالي كل هذه النجاحات لقضية شعب الجنوب التحررية، بينما ظلت تلك القوى المعادية موجهة سهامها نحو الانتقالي ولم تستطع النيل منه، بل إنها ازدادت قوته حضورًا ونفوذًا محليًا وإقليميًا ودوليًا.
إلى جميع تلك القوى الورقية وذبابهم الإلكتروني، لا تتعبوا أنفسكم أمام هذا العملاق. المجلس الانتقالي ليس مكون فرد أو أفراد أو جماعة أو منطقة أو فئة معينة. المجلس الانتقالي مشروع دولة ووطن وأمة وأرض وهوية.