حياة من العطاء.. قصة المناضل علي الهدهد في ذكرى وفاته الرابعة

ولد المناضل علي حيدرة الهدهد المحوري في محافظة أبين مديرية الوضيع قرية ضاه عام 1942م.
نشأ يتيماً هو وإخوانه وبسبب ظروف الحياة  انظم إلى السلك العسكري في قوات الجيش الجنوبي 1968م.
تحصل على عدد من الدورات الخارجية في هندسة السلاح العسكري ليتم ضمه على فرقة الهندسة بمعسكر طارق 1972م.
استمر اربع سنوات في معسكر طارق بعدها تم نقله إلى بيحان ومنها إلى مكيراس في فترة بسيطة عام 1975م.
تمت إعادته إلى معسكر طارق لخبرته في مجال هندسة وخراطة سلاح المشاه حتى عام 1978م العام الذي وقعت فيه حرب سالمين أصيب في المعركة إصابة بليغة نقل على إثرها إلى جمهورية المجر ومنها إلى كوبا لتلقي العلاج.

مع عودته إلى عدن مطلع عام 1979م فوجئ بتحويله إلى المعاش الصحي حاول الضغط على قيادته بأنه لايزال قادراً على مواصلة عمله في السلك العسكري ولكنه تم رفض طلبه وتم حرمانه من رتبته العسكرية بحكم الانتماء السياسي.
تعرض لأزمة قلبية مفاجئة نقل على إثرها إلى جمهورية مصر العربية نهاية عام 1984م.
بعد أقصاه من الجيش وإحالته للمعاش الصحي قام بفتح دكان في منطقته يساعده على إعالة أسرته إلى جانب عمله الزراعي.

المناضل علي الهدهد كان شاعراً وناقداً معارضاً للنظام حاضراً في المناسبات التي يكون القادة السياسيين موجودين فيها ليقدم أشعاره في وجوه القادة دون خوف منهم وبسببها تعرض للاعتقال أكثر من مره.

أبرز أشعاره التي تعرض للسجن بسببها من قبل الحزب الإشتراكي 

احنا عله وحنا مقاطيع الصله ملا التزمنا يوم قلتوا ثايرون 
نحنا بانفسنا تركنا القبيله يهل الفليل الضيقه والبنطلون 
محزاه بانواس لما قالها قـــــــــال النمر والذيب والثعلب يجون  
لكنه الثعلب فسل عند المحن خلا الجماعـــــــــة بالشبك يتواكلون
ذه شاه جماء لايقرك قرنها حتى ولو سوت رجب والقت قرون 
انجت تناطح  قرنها باينكسر ياويلها والله من امات القـــــــرون.

والعديد من القصائد التي ألقاها في مناسبات عده بحضور الرئيس علي ناصر محمد آنذاك.
 
تم استدعاه إلى صنعاء بعد الوحدة اليمنية من أجل تعويضه عن الظلم والحرمان الذي لحق به وإعادة الاعتبار له ومنحة رتبته العسكرية المستحقة ولكنه رفض ذلك مدعياً أن هذا الأمر سيكون له نتائج عكسية وهو ما حدث بالفعل خلال الأعوام الأربعة التي سبقت أحداث صيف 1994م.
استمر ناقداً لنظام صالح حتى قامت ثورة المتقاعدين العسكريين الجنوبيين ليكون أول المنظمين إليها مشاركا في جميع الفعاليات والمسيرات الجنوبية.

قبلياً كان المناضل علي الهدهد المحوري من أبرز شخصيات قبيلة آل محوري فصيح اللسان، حكيم في قوله، صادق في كلمته، مرن في تعامله مع الأخرين وتقبل وجهات نظرهم، محاور مقنع في أسلوبه، عاش حياته كغيره من رجال قبيلته الثابتين على المبدأ الواحد في قول كلمة الحق ونصرة المظلوم.
توفي المناضل علي حيدره الهدهد في 2021/10/3م بعد حياة مليئة بالتضحية من أجل وطن لم يقدر تضحياته ومواقفه.
اسأل الله له الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته.