احذروا طوفان الرواتب ،،،
بقلم: د. سعيد سالم الحرباجي
للشهر الرابع على التوالي والموظفون بدون معاشات رغم أنهم يؤدَّون واجبهم ، ويقومون بمهاهم ..
وقياداتنا المعتقة من فندق إلى فندق ، ومن دولة إلى دولة ، وعداد بدلات السفر شغال لا يتوقف ( وبالعملة الخارجية ) !!!
ولم يكلف مسؤول واحد منهم نفسه أن يسأل مجرد سؤالِِ ..
كيف يعيش المواطن لمدة أربعة أشهرِِ وهو دون معاش ؟ وعلى ماذا يقتات؟ وماذا يُطعم أولاده ؟ وكيف يعالج مرضاه ، وكيف يوفر لهم تكاليف الدراسة ؟ وكيف ، وكيف ، وكيف ؟؟؟
للأسف المواطن خاااااارج حسابات قيادات البلد.
وشعارهم ...
عليه أن يصبر على الجوع ، وعليه أن يتحمل الأذى ، وعليه أن يُذعن بالطاعة ، وعليه أن يَصمُت ولا ينبس ببنت شفه ، وعليه أن يغالب أوجاعه دون ضجيج !!!
فإذا ما تأوَّه من شدة الجوع قالوا : عميل .
وإذا ما صرخ من قسوة الألم قالوا: خائن .
وإذا ما خرج يعبر عن معاناته قالوا : مخرب .
وإذا ، وإذا ، وإذا ....فالإجابة جاهزة ، والتهم حاضرة !!!
هل تظنون أنَّ هذا الوضع سيستمر ؟
وأن صمت المواطن سيطول ؟
وأن معاناته ستبقى إلى ما لا نهاية؟
إذا كنتم تظنون ذلك ، وتركنون إلى استخدام القوة المفرطة لأسكات صوت الجوع...
فأنتم مخطئون جداً جداً .
قلبوا صفحات التأريخ ....لتروا كيف توارت جشوش البطش أمام طوفان البطون الجائعة .
لا تمتحنوا صبر الجوع ، إحذروا طوفان الأمعاء الخاوية .
صدقوني المواطن لن يرضى أن يموت ( على الصامت) أبداً طالما وقد اقتنع أن المسألة مسأل( موت )
لأنه إذا خُيَّر بين أن يموت صامتاً أو أن يموت مزمجراً بصوته المبحوح ...
فسوف يختار الخيار الثاني ..
ورحم الله المتنبي حين قال :
وإذا لم يكن من الموت بد *
فمن العجز أن تمون جباناً
فأنقذوا أنفسكم ، سلموا معاشات الموظفين دون تأخير ، لأنَّ المواطن لم يعد لديه ما يخسره.
فَسُحَبُ الراتب الكثيفة تتجمع ويُوشكُ أن يتحول ماؤها إلى طوفان هادر لن يوقفه شيء.
هذه نصيحة من القلب ، واجب علينا أن نقولها لكم ، وأن نُسْمِعَها إياكم ، وأن نوصلها إلى مدارككم.....
بعيداً عن أسلوب المماكحات السخيفة ، وبعيداً عن أساليب الإبتزاز السياسي الرخيص .
وأظن أنَّ مطلب المعاشات لا يختلف عليه اثنان أبداً .
إذ لم يعد المواطن الغلبان اليوم يطالبكم بخدمات الكهرباء ، ولم يعد يطالبكم بخدمات التعليم ، ولم يعد يطالبكم بخدمات الصحة ....
حاشا وكلَّا { فهذه أمور تافه بالنسبة للمواطن ، وهي من الترف ، ومن الكماليات} ...
فقط يريد منكم صرف هذا الراتب الهزيل .
فلا تستكثروا عليه ذلك .
واحذروا غضبة الجووووووووع