سقوط الأقنعة وظهور الوجوه على حقيقتها

مع أول خلاف، سقطت الأقنعة، وظهرت الحقائق جليةً لا لبس فيها. لم يعد خافيًا على أحد من هو الصادق المخلص، ومن هو المنافق المتلوّن الذي باع ضميره بثمن بخس. فالكلام المعسول قد ينطلي على بعض الناس للحظة، لكنه لا يدوم، والحق لا يختفي مهما تكاثرت حوله الأبواق.

إن الحملة الأمنية المشتركة جاءت بتوجيهات رئاسية عليا، ووقفت خلفها قيادة شجاعة مخلصة، في طليعتها القائد الصلب العميد حمدي شكري، الذي سطّر مواقف مشرفة يعرفها الجميع، وضحّى بالغالي والنفيس في سبيل الوطن وأمنه. إلى جانبه، الرجل الوفي الصادق محمود، الذي لم ينحنِ أمام المغريات ولم يتزلّف بالكلمات، بل كان ولا يزال عنوانًا للوفاء والانضباط. ومعهم رجالٌ أوفياء، قيادات وجنود، قدّموا أرواحهم وعرقهم في سبيل نجاح هذه الحملة، لتبقى دماؤهم وتضحياتهم حجة على المتخاذلين والمتآمرين.

أما من يحاول تشويه هذه المسيرة أو القدح في قيادتها، فقد كشف نفسه بنفسه، وأظهر وجهه الحقيقي. وقد رأينا ونعلم جميعًا من هم المعلّقون على منشوراتك ومن وقف إلى جانبك؛ فلا يبعدون كثيرًا عن مشهد عبدالله بن أبيّ بن سلول حين أظهر نفاقه في أوّل غزوة، فبان عاره للناس، وسجّله التاريخ في خانة الخزي. وهكذا أنتم، قد فضحكم الله أمام الناس، فلا خداع ينفع ولا تلوّن يستر.

فلا داعي لاستعطاف الناس بالكلام المعسول المتلوّن، فالكل يعرف الحقيقة، ويعرف الأفعى وتلاوينها. من باع ضميره، وطعن وطنه، وخذل رجاله، فلن تشفع له كلماته ولا تلميع أتباعه.

رحم الله امرءًا عرف قدر نفسه، وثبت على العهد، فالأيام غربالٌ يميّز الصادق من الكاذب، والمخلص من الخائن. والأيام قادمة بما هو أشد وضوحًا، ولكل غادرٍ ومنافقٍ يومٌ تُكشف فيه الحقائق كاملةً غير منقوصة.