الأستاذ القدير رشاد يحيى صالح.. شخصية تربوية كرّست حياتها لخدمة العلم والتربية في ميادين التعليم

في إطار سلسلة «شخصيات تربوية يتناولها منتدى القارة التربوي – يافع، محافظة أبين»، نسلط الضوء هذه المرة على الأستاذ القدير رشاد يحيى محمد صالح، أحد الوجوه التربوية البارزة في مديرية سرار يافع، الذي كرّس جلّ عمره لخدمة التعليم، وأسهم في بناء جيل متعلم، وظل طوال مشواره رمزاً للعطاء والإخلاص.

الميلاد والنشأة

وُلد الأستاذ رشاد في قرية خضلة العليا بمديرية سرار عام 1960م، ونشأ في أسرة فقيرة بسيطة الحال، حيث عاش طفولته الأولى في بيئة ريفية متواضعة شكّلت شخصيته الصبورة والمكافحة. التحق بالتعليم الابتدائي في مدرسة الخشناء، ثم واصل الإعدادية والثانوية في رصد، وأكمل السنة النهائية من الثانوية في جعار عام 1983م.
تزوّج لاحقاً ورُزق بأربعة أبناء، شكّلوا مصدر فخر واعتزاز له، حيث غرس فيهم القيم والمبادئ التي عاش عليها.

رحلة التدريس والعمل التربوي

في عام 1991م التحق بسلك التربية والتعليم، حيث عُيّن مدرساً في محافظة البيضاء، ليقضي أربع سنوات في مدارس رداع، ثم عاد إلى مسقط رأسه في أبين ليعمل معلماً في مدرسة الخشناء بمديرية سرار، وظل فيها حتى تقاعده، مخلّداً مسيرة تعليمية استمرت عقوداً.
لم يقتصر دوره على التدريس فحسب، بل تميز بامتلاكه مهارات واسعة في الفنون التشكيلية والخط العربي، التي اكتسبها خلال فترة اغترابه، كما برع في إعداد الوسائل التعليمية من خرائط ورسومات ولوحات تعليمية، مما جعل دروسه أكثر حيوية وقرباً من الطلاب.

خبرات ومؤهلات تربوية

شارك الأستاذ رشاد في العديد من الدورات التدريبية ضمن البرنامج اليمني الألماني لتحسين التعليم الأساسي، منها دورات حول نهج القراءة المبكرة، الأمر الذي انعكس إيجاباً على تطوير أدائه التدريسي.
كما حصل على عدة شهادات تقديرية نظير جهوده الكبيرة في إنجاح العملية التعليمية، أبرزها شهادة عام 2007/2008م، وأخرى من مجلس الآباء، إضافة إلى شهادات حديثة خلال العامين الدراسيين 2022 – 2024م.

مساهمات اجتماعية ودعوية

لم يتوقف عطاؤه عند حدود التعليم، بل كان له دور بارز في العمل الخيري والتطوعي، حيث شارك في إنجاز العديد من المشاريع الأهلية مثل شق الطرقات وبناء المساجد والمدارس، ومن ذلك مساهمته الفاعلة في طريق خضلة. كما عمل إماماً وخطيباً لمسجد القرية، مقدماً دروساً دعوية وإرشادية تعكس رسالته التربوية والإنسانية.

إرث تربوي وإنساني خالد

الأستاذ رشاد يحيى محمد صالح، معلمٌ وأبٌ ومربٍّ فاضل، أعطى من وقته وجهده وعلمه ما سيظل أثره باقياً في أجيال تتلمذت على يديه، وشهدت إخلاصه وتفانيه. ورغم تقاعده إلا أن بصماته التربوية والمجتمعية ستظل شاهدة على مسيرة حافلة بالعطاء.

وفي ختام هذه الإطلالة، يظل الأستاذ رشاد نموذجاً يُحتذى به في الصبر والكفاح وخدمة العلم والدين والمجتمع، وهو واحد من أولئك الرجال الذين يستحقون أن تُكتب سيرتهم بحروف من نور.