أكتوبر عبر الزمن

أكتوبر عبر الزمن

(أبين الآن) كتب | أنسام عبدالله

يأتي عيد الثورة الجنوبية هذا العام ال "14" من أكتوبر في خضم الحديث الذي يملأ الأوساط العلمية عما بات يعرف بعلوم ال "ماورائيات" ..والكلام المرسل عن البوابات الزمنية "البعدية" ..والتي تتلخص في إمكانية الولوج عبرها إلى أزمنة غابرة بقصد الأخذ من تفاصيلها الحضارية والإستفادة منها ..

و أظننا في الجنوب بناء على تسريبات غربية توجد لدينا العديد من البوابات البعدية، ولعلّ أحدثها بوابة 22 مايو 1990 التي نصرخ لأجل الولوج فيها كي نعود إلى ما قبلها لاستعادة "الدولة" الحلم ..

بحدودها ومصانعها ، وقوتها العسكرية والسياسية ..كاملة السيادة غير منقوصة متر واحد ..لا شرقية ولا غربية ..

وبالعودة إلى "لعبة الزمن" مرة أخرى ..نرى أننا دخلنا "بالغلط" في العام 2015 إلى بوابة زمنية كبرى ..أرجعتنا إلى زمن غابر جدا من أزمان أسلافنا ..حيث كانوا يعيشون بلا خدمات ..ولم تكن الدولة قائمة بشكلها الحديث من حيث تكفلها برواتب العمال، وتوفير الأمن الغذائي لهم ..حيث كان أجدادنا مجرد قبائل متناثرة في الصحراء "العراء" ..يسمع زائرهم صوت "مطاحن" النساء ، وعويل الأطفال المنتفخة بطونهم والمصفرة أوجههم من سوء التغذية..استمرت حسب تقويمنا الحالي ما مقداره عشر سنين ..

كما يرى الزائر "المسافر" عبر الزمن إليهم ..كل مظاهر "الجوع والعوز" التي تشبه ما يُرى اليوم ..بعد ..مليون سنة ..أو لربما مليونين ..

نحن المنتصرون كجنوبيون دوما ..لقد ولجنا إلى تلك الأزمنة وفتحنا البوابات ..وعشناها بحذافيرها ..، دائما نحن سباقون..بالثورات ..بالحضارات..بكل شيء ..ولكن لا ندري هل كان أكتوبرهم يوم عطلة أم لا !!؟

هل كانت تعز معنا أم ضدنا؟! ماذا كان اسم ملكنا؟ ..والسؤال الأهم من أوصد علينا أبواب تلك البوابة بإحكام فما عدنا نستطيع الخروج ؟!!!

يبدو أن شعبنا بحاجة إلى أن يدرك أن المغامرات الزمنية والسفر عبر حدود الزمن لم يجلب له سوى "التيه" فلا هو استطاع أن يصل إلى ذروة الحضارات الغابرة التي أقامها أجدادنا، ولا استطاع تسجيل سبق علمي بهذا !!

و لم يتعرّف على أكتوبر ...