هل نعرف حقاً من يسرق رواتبنا؟
بقلم/ حنان القاسم
في كل شهر يقف آلاف الموظفين بانتظار رواتبهم ذلك الحق المشروع الذي به يطعمون أسرهم ويسترون حياتهم لكنهم يُفاجَأون مراراً بتأجيلها أو احتجازها وكأنها ليست استحقاقاً بل منة أو فضل!
لقد تحولت الرواتب إلى أداة ضغط ملعونة تتلاعب بها أطراف داخلية وخارجية تفتقر إلى الحكمة والحكمة الحقيقية كانت تقتضي أن يكون وجودهم أو تحالفهم ضمانة لكرامة المواطن اليمني لا وسيلة لإذلاله فالمواطن هو المالك الحقيقي لأرضه وموارده وهو الذي رشّح حكامه، وبقدرة الله وحده قادر على إسقاطهم.
تعلمنا في مدارس الحياة أن المعادلة بسيطة: إذا سقط الشعب، سقط الحكام تباعاً. وتبا لسياسة لا تنصاع لقانون الكون ولا تخضع لميزان العدل الذي وضعه الله سبحانه.
للأسف بين صراعات النفوذ وحسابات القوى، يظن البعض أن الموظف البسيط وحده الخاسر، وأنه سيبقى رهينة الانتظار الطويل. لكن الحقيقة أن استمرار هذا العبث سيقضي على الجميع، حكاماً ومحكومين.
ويبقى السؤال الحارق:
هل يدرك الشركاء في الحكم معاناة الناس، أم أنهم اكتفوا بمصالحهم ورواتبهم الخاصة؟
إن الوعي بهذه الحقيقة هو الخطوة الأولى نحو التغيير. فالراتب ليس هدية ولا منحة، بل حق أصيل كفله العمل والقانون، ويجب أن يُصان بعيداً عن المساومات وما أحوجنا اليوم إلى خطاب جامع يعيد الميزان إلى نصابه ويذكّر الجميع بقول الله تعالى:
﴿اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى﴾ [المائدة: 8].