الدكتور محمد ربيد… رجل المواقف الوطنية والإنسانية الصلبة
في زمن تكثر فيه المواقف الرمادية ويغيب فيه الثبات عن كثير من الرجال، يظل الدكتور محمد ربيد أحد الهامات الصلبة التي لا تعرف التردد ولا تساوم على المبادئ.
لم يكن الدكتور ربيد يوماً مجرد اسم أو منصب، بل كان وما يزال أحد قيادات المقاومة الجنوبية الأوائل الذين سجلوا حضورهم في ميادين الشرف والفداء، وساهموا بفعالية في تثبيت دعائم المشروع الجنوبي، ثم واصل مسيرته العملية في وزارة الصحة العامة كوكيل للوزارة، حاملاً هموم الناس ومعاناة المرضى على عاتقه، مجسداً معنى المسؤولية الحقيقية لا الشعارات.
وللأمانة فإن مواقفه الوطنية والإنسانية شاهدة على نقاء معدنه، فقد وقف مع الكثير من أبناء الوطن وخاصة أبناء العاصمة عدن في محطات عصيبة، وكان عوناً وسنداً لهم، لا يتردد في الدفاع عن المظلومين ولا يتهاون في قول كلمة الحق حيث يجب أن تقال.
أما عني شخصياً فأشهد أمام الله والتاريخ أن الدكتور محمد ربيد كان موقفه الأخير معي موقف الرجال الأحرار، حيث وقف إلى جانبي بكل قوة وثبات، لم يتراجع ولم يساوم، بل كان حاضراً بصلابة وإخلاص، مؤكداً أن معدن الرجال الأوفياء لا تصقله إلا الشدائد.
وليس هذا الموقف استثناء بل هو امتداد لمسيرته الطويلة، حيث عرف عنه رفضه الدائم لكل أشكال الفساد والمساومات، وتمسكه بالشفافية والنزاهة، ودوره البارز في الدعوة إلى توحيد الصف الجنوبي، بعيداً عن المناكفات والمصالح الضيقة، ليبقى الجنوب قوياً متماسكاً أمام كل التحديات.
إنني اليوم إذ اشيد بالدكتور ربيد فإنني لا امدحه لمجرد المجاملة، بل اقف أمام تجربة رجل جسد معنى الوفاء والانتماء للجنوب وأهله، وترك بصمات واضحة في كل مجال خدم فيه، سواء في جبهات القتال أو في ميدان الصحة والعمل الإنساني.
فله مني كل التقدير والاحترام، ولأمثاله من القادة الجنوبيين الأوفياء اقول، أنتم من ترفعون الرأس وأنتم من تحفظون للأجيال معنى الرجولة والصدق والوفاء.