من مثل العميد أحمد محمود البكري

 كتب: عادل عياش

في زمنٍ تتغير فيه الموازين وتتعدد فيه القيادات، يظلّ العميد أحمد محمود البكري، قائد الشرطة العسكرية، نموذجًا للقائد الذي يمارس القيادة بروح المسؤول لا المتسلّط، وبضمير رجل الميدان لا صاحب الكرسي.

في حضوره، تنضبط الصفوف، وتُحترم القواعد، وتُفتح الأبواب لمن يطلب الإنصاف. لا يُثقل عليه منصبه، ولا تقيّده الرتبة، لأن قيادته تُمارس بالفعل لا بالشعار، وبالقيم لا بالأوامر.

قائدٌ يحرص على أن تبقى المؤسسة العسكرية في خدمة المواطن لا في مواجهته، وأن تكون الشرطة العسكرية ذراعًا للانضباط والعدالة، لا أداة للنفوذ أو التسلّط.

ولعلّ ما جرى يوم أمس في العاصمة عدن مثالٌ حيّ على ذلك.
فقد كان أحد أقاربي، وهو أحد أفراد اللواء الخامس دعم وإسناد بقيادة المغوار العميد مختار النوبي، عائدًا من ردفان متجهًا إلى أبين، وكان يحمل سلاحًا دون تصريح عبور، فتمّ توقيفه من قِبل أفراد الشرطة العسكرية بعدن.
ورغم طبيعة الموقف وتشابك الصلاحيات، إلا أن العميد أحمد محمود البكري تعامل مع الأمر بروح المسؤول القائد، استمع وتفهّم الموقف بصدرٍ رحب، وأدار الموقف بحكمة جعلت الجميع يشعر أن خلف البدلة العسكرية إنسانًا يعرف معنى الإنصاف.

إنه القائد الذي لا يُغلق قلبه أمام التفاصيل، ولا يُغلق عقله أمام الحوار، ولا يُغلق يده عن التصحيح.
الناس تعرفه من حضوره في الميدان، من كلماته الهادئة، ومن مواقفه التي تُروى احترامًا لا مجاملة.

هو لا يرفع صوته ليفرض هيبته، بل يترك أثرًا يُفرض احترامه.
لا يختبئ خلف الجدران، بل يواجه ويُصغي ويُعيد التوازن حين يختل.
العميد أحمد محمود البكري لا يُعرَّف بالرتبة، بل بالموقف،
فهو من جعل القانون مظلّة تحمي الجميع، لا سيفًا يُشهر على الضعفاء.
هو من حافظ على هيبة المؤسسة العسكرية دون أن يُفقدها إنسانيتها.

يبقى مثالًا للقائد الذي يُصغي لصوت المواطن حتى حين يكون خافتًا،
وتبقى مواقفه حاضرة في الذاكرة، تُروى بإعجابٍ وتُحترم،
لأنه ببساطة… قائد لا يُنسى، ولا يُستبدل، ولا يُشبهه أحد.