من الإصرار يولد الأمل: فاطمة عويضان تحوّل التحديات إلى مشروع رائد في زنجبار

زنجبار (أبين الآن) محفوظ كرامة
في مدينة زنجبار بمحافظة أبين، تتجلى قصة نجاح ملهمة لفتاة كسرت قيود المستحيل، وتجاوزت اليأس والإحباط لتصنع لنفسها ولغيرها فرصة حياة جديدة. فاطمة حسين صالح عويضان، شابة من المجتمع المحلي، شاركت ضمن 25 امرأة وفتاة من المجتمع المضيف والنازحين في دورة تدريبية حول إنشاء وإدارة المشاريع الصغيرة، نظمها مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بالتعاون مع منظمات دولية.
من دورة تدريبية إلى مشروع إنتاجي
لم تكن مشاركة فاطمة مجرد حضور، بل كانت انطلاقة نحو تحقيق حلمها. فقد كانت واحدة من عشرة مشاركين استطاعوا تقديم مشاريع عملية تعكس استيعابهم الكامل لمحتوى الدورة. بدأت فاطمة مشروعها من الصفر، حيث جمعت مكائن خياطة قديمة، أصلحت بعضها، واشترت أخرى مستعملة، لتؤسس مشغلاً صغيراً أطلقت عليه اسم *"مشغل ثمار التعاون"*.
هذا المشغل لم يكن مجرد مساحة عمل، بل تحول إلى مركز تدريب للفتيات اليتيمات، والأرامل، والنساء من ذوي الدخل المحدود، حيث تلقين تدريبات في مجال الخياطة، واكتسبن مهارات أهلتهن ليصبحن مدربات بدورهن.
احتفال بنجاح واستمرار العطاء
في مساء يوم مميز، شهد المشغل انتهاء دورة جديدة في مجال الخياطة، وافتتاح أول دورة في صناعة البخور، بحضور الأستاذة نجوى محسن سالم، مديرة إدارة المرأة والطفل، ممثلة عن مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل. وقد ألقت كلمة أشادت فيها بجهود فاطمة والنساء المشاركات، مؤكدة أن نجاح المشاريع الصغيرة مرهون بإدارة كفوءة، مشيرة إلى دعم المكتب المستمر لهذه المبادرات.
طموح لا يتوقف
وفي تصريح لرئيسة المشغل، فاطمة حسين عويضان، قالت:
> "بدأنا من لا شيء، بإمكانات بسيطة، وحققنا الكثير. نطمح للحصول على دعم إضافي، سواء في مكائن الخياطة أو في مشاريع أخرى، لنتمكن من خدمة أكبر عدد من النساء والفتيات المحتاجات، ودمجهن في مشاريع مهنية ترفع من مستوى دخلهن وتمنحهن الاستقلالية."
وأضافت أن المشغل نفذ منذ انطلاقه قبل أشهر سبع دورات في مجال الخياطة، بالإضافة إلى الدورة الجديدة في صناعة البخور، والتي انطلقت بمشاركة 12 امرأة وفتاة من النازحين والمجتمع المضيف. وأكدت أن جميع مقومات العمل متوفرة، لكن الحاجة ملحة لمكائن كهربائية لتحسين الإنتاج، إلى جانب آلية لتسويق المنتجات.
نداء للداعمين
فاطمة اختتمت حديثها بتوجيه الشكر لمدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل في المحافظة، الأستاذ يحيى اليزيدي، ومدير المكتب في مديرية زنجبار، على دعمهما المتواصل، كما ناشدت المؤسسات الداعمة ورجال الأعمال لتقديم الدعم اللازم لتطوير المشروع وتمكين النساء من الاعتماد على انفسهن