الطب حين يرتدي ثوب الرحمة.. حكاية فاطمة والدكتور الدوبحي
في قصة إنسانية مؤثرة تعكس عظمة الرسالة الطبية، خلال الأيام القليلة الماضية تمكن فريق مركز عزل الكوليرا في مستشفى الصداقة بالعاصمة عدن، بقيادة الدكتور صالح الدوبحي – استشاري علم الأوبئة المرموق ومدير المركز – من إنقاذ حياة الطفلة فاطمة من محافظة أبين، التي وصلت إلى المركز وهي في حالة موت سريري نتيجة إصابتها بالكوليرا الممزوجة بسوء تغذية حاد.
وبفضل الله تعالى، ثم الجهود المخلصة والمهارة الطبية العالية للدكتور الدوبحي وفريقه، عادت فاطمة إلى الحياة بعد رحلة علاج مكثفة استمرت خمسة أيام داخل قسم العزل، لتغادر المركز وهي ترتدي ثوبًا جديدًا من الصحة والسعادة عائدة إلى مديرية أحور.
إن هذه القصة ليست سوى نموذج من مئات الحالات التي وقف أمامها الدكتور الدوبحي بكل إنسانية ومسؤولية، مثبتًا أنه العمود الفقري لمركز العزل، ورمزًا للعطاء المهني والإنساني في أصعب الظروف الصحية التي تمر بها البلاد.
وأكد الدكتور الدوبحي أن المركز سيظل يقدم خدماته بكل تفانٍ وإخلاص، قائلاً: "من أجل فاطمة وأمثالها من أهلنا، سنواصل العمل، ونتحمل كل أشكال التعسف، لأن رسالتنا إنسانية قبل كل شيء."
وفي هذا السياق، نتقدم بجزيل الشكر والعرفان للأستاذ حامد لملس محافظ محافظة عدن، الذي لمس قيمة هذا الرجل وأعماله الإنسانية الكبيرة، واتخذ قرارًا حكيماً بإيقاف أي إجراءات إقالة أو تغييرات تمس مركز العزل وكوادره المخلصة، وهو القرار الذي لاقى ارتياحًا واسعًا بين أهالي عدن والمناطق المجاورة، تأكيدًا على مكانة الدكتور الدوبحي ودوره الحيوي في حماية الأرواح.
إن ما يقوم به الدكتور صالح الدوبحي هو فخر وعز للوطن بأكمله، ورسالة إنسانية تستحق كل التقدير والتكريم.